فرنسا تئن تحت انعدام الأمن الغذائي
يبدو أن سياسة ماكرون اتجاه الفرنسيين، قد أتت على الأخضر واليابس، فبعد الانتفاضة العمالية حول القوانين الظالمة والغير القانونية التي تريد حكومة ماكرون تمريرها، ها هي فرنسا تعيش منذ مدة طويلة على وقع نمو مقلق ومتزايد لوضعية انعدام الأمن الغذائي، وهي الحالة التي يجد فيها الفرد صعوبة في الحصول على طعام صحي ومتنوع.
وترتبط هذه الزيادة بشكل وثيق بارتفاع معدلات الفقر، حيث تشير المعطيات إلى تفاقم هذه الآفة أكثر خلال السنوات المقبلة. وقد حولت تكاليف المعيشة في البلاد العديد من الفرنسيين إلى متسولين في شوارع باريس والمدن الكبرى، وفي وضع صعب حيث يضطرون إلى تقليص ميزانيتهم على حساب تغذيتهم. ويحرم الكثيرون أنفسهم من تناول الوجبات الكافية ، كما يضطرون لتناول منتجات ذات تكلفة منخفضة وغير صحية في الغالب.
حيث جاء في تقرير حديث من مركز الأبحاث لدراسة ومراقبة ظروف الحياة، أن انعدام الأمن الغذائي خلال نهاية العام الماضي، أصبح يؤثر الآن على 16 في المائة من الفرنسيين الذين يقولون إنهم لا يتناولون طعاما كافيا، وأكد انخفاض نسبة الفرنسيين الذين يقولون إنهم "يستطيعون تناول جميع الأطعمة التي يرغبون بها" من 44 في المائة إلى 39 في المائة خلال نفس الفترة. ووفقا للدراسة، فإن هذا التطور يعزى بشكل خاص إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يعلنون عدم كفاية كمية الطعام المتاحة لهم.
ومن الواضح أن تسارع انعدام الأمن الغذائي في فرنسا يمكن أن يكون له تأثير هام على الصحة العامة، مع احتمالية تبعات خطيرة على الصحة الجسدية والنفسية للأفراد. ويعاني الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي من احتمالية أكبر للإصابة بسوء التغذية والأمراض المزمنة، وهم أيضا أكثر تعرضا لزيادة مخاطر تطوير مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق.