فاس وأول المستشفيات بالمغرب: مستشفى السعال الديكي الحاد


فاس وأول المستشفيات بالمغرب: مستشفى السعال الديكي الحاد
أفريكا فور بريس - محمد التهامي بنيس

     جاء اختيار موقعه بعد سلسلة أحداث تطورت منذ أن بنى السكان مجمعا بمثابة مستشفى يكون خاصا بمرض الجذام خارج المخفية والفرج، لأنهم كانوا يشمئزون من المجذومين ولأن السلطة غير مهتمة بحالهم وحال الفوضى، وتحول هذا المجمع المستشفى بعد ذلك إلى المرضى الذين يعانون من مرض عقلي، ومن المحتمل أنه هو نفس المستشفى الذي استمر مشغلا إلى بداية استقلال المغرب في منطقة سيدي بوجيدة للمرضى عقليا وخاصة بعد إغلاق مرستان سيدي فرج ، ومن مقاربة الأحداث يتضح أنه هو نفسه الذي أحدث سنة 619 هجرية ونقل إليه مرضى الجذام بالكهوف المجاورة لباب عجيسة حيث نقل إلى برج الكوكب منها. بأمر من أبي يعقوب بن عبد الحق الموحدي إلى  (عامله على مدينة فاس) ، ليخصص فيما بعد لعلاج الأطفال المصابين بالسعال الديكي الحاد المعروف عند أهل فاس بالعواقة أو العواية، وبقربه يوجد قبر سيدي على مزالي الذي استحوذ على اسم المستشفى لدي ساكنة فاس لدرجة اعتقادهم أن بركة دفين الضريح، هي التي تشفي من السعال الديكي وظل هذا الاعتقاد إلى أوائل الاستقلال . ولعل هذا ما جعل المؤرخين لا يعتبرونه مستشفى لأنه لم يكن نظاميا ولأنه افتقر للاستقرار.

إلا أن أول مستشفى نظامي كان في المغرب وفي فاس على الأخص يبقى من منظور المؤرخين هو مرستان سيدي فرج للأمراض العقلية والنفسية ، أما أول مستشفى للأمراض البدنية فكان مستشفى مراكش الذي بناه المنصور أبو يوسف يعقوب في فترة حكمه بين 580 هجرية – 595 هجرية  والذي تقول المصادر أن بناءه كان بديعا وعلى مستوى عال من حيث الإمكانيات الطبية والأدوية والأطباء والأفرشة الرفيعة والثياب النفيسة * 4 عبد الواحد المراكشي – المعجب في تاريخ أخبار المغرب.

اترك تعليقاً