عبد المالك العلوي يبرز ضرورة بناء علاقات منصفة بين أوروبا والمغرب


عبد المالك العلوي يبرز ضرورة بناء علاقات منصفة بين  أوروبا والمغرب
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      على أوربا توضيح موقفها تجاه قضية الصحراء لتنشيط العلاقات شمال – جنوب . وفي تحليل لهذا العنوان أبرز عبد المالك العلوي . رئيس المعهد المغربي للمعلومات الاستراتيجية ، في عموده بصحيفة " لوموند " أن المغرب في وضع يسمح له بأن يكون شريكا " قويا " لأوروبا من أجل تجديد وتنشيط هذه العلاقات على أساس أكثر إنصافا ، معتبرا أنه " من خلال توضيح مواقفها بشأن مسألة الصحراء ، فإن القارة العجوز تفتح الطريق أمام بناء مثل هذا التحالف ".

ولاحظ الكاتب أن التشرذم الترابي هو السبب الأول لاندلاع الصراعات العسكرية في العالم ، والتي تستخدم بشكل أساسي من قبل القوى المتنافسة. وقد أمكن لأوروبا أن ترى هذا بشكل مؤلم منذ عام 2014 ، تاريخ إعلان الجمهوريات الانفصالية . وبينما تظهر أوروبا وفرنسا ثباتا لا ينفرط عندما تظهر الانفصالية في قارتهما، فإن هذا الحزم " يتم التضحية به على مذبح المصالح الجيو-اقتصادية على الجانب الآخر من البحر المتوسط ". وسجل بالتالي أن "قضية الصحراء المغربية، على الرغم من أهميتها لأمن أوروبا وفرنسا، هي للأسف موضوع هذه المعايير المزدوجة".

وذكر العلوي بأن مغربية الصحراء، من الناحية القانونية، ليست محل جدل، مشيرا إلى أنه فضلا عن تقليد "البيعة"، فإن سيادة المملكة على الصحراء راسخة منذ زمن بعيد عبر الانخراط التاريخي والمنتظم للصحراويين في الجيش المغربي وكذلك من خلال "الظهائر" التي أصدرها السلاطين لممارسة سلطاتهم.

وأضاف إن المغرب على الرغم من أنه مطمئن الى حقوقه وبذل جهودا جبارة لتطوير المنطقة، وأنه أعرب عام 2007 عن رغبته في إغلاق الملف نهائيا من خلال تقديم مقترح للحكم الذاتي الموسع إلى الأمم المتحدة، فإن " هذا الشكل من الحكم الذاتي حظي بالاعتراف به من قبل العديد من قرارات الأمم المتحدة باعتباره " أساسا جادا وموثوقا " لتسوية قضية الصحراء.

 وأشار كذلك إلى أن المملكة أمة عريقة في شمال غرب إفريقيا، مؤكدا أنها " تدفع اليوم الثمن المزدوج للعهد الاستعماري والحرب الباردة، في الوقت الذي تؤكد فيه مكانتها كقوة إقليمية جديدة وعامل استقرار للمنطقة" وسجل عبد المالك العلوي أن " الولايات المتحدة فهمت ذلك جيد ا من خلال الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء في عام 2020، مما يعطي إشارة إلى تحول نموذجي في مقاربة هذا النزاع من قبل القوة العالمية الأولى".

أما النقطة الرئيسية في هذه القضية، يقول الكاتب، فهي ذات طبيعة أمنية، تخص أنشطة البوليساريو في منطقة الساحل، والتي "تهدد المغرب والمنطقة بشكل مباشر" ليتساءل: " هل رأينا في أوروبا أي تعاطف فيما يتعلق بالأعمال الإرهابية التي يقوم بها الجيش الجمهوري الأيرلندي أو حركة إيتا ؟ ". ورأى أن بؤر الاضطراب التي يزرعها البوليساريو، أحيانا بدعم إيران أو حزب الله، تلقي بثقل خطر دائم في المنطقة.
وبالتالي، يعتبر الخبير أن "سلبية أوروبا، التي تدعي أنها حريصة على استقرار إفريقيا، تجاه وجود مجموعة حرب عصابات مسلحة تهدف إلى إنشاء دولة وهمية لن تكون قابلة للحياة، تكشف عن حالة من عدم الاتساق".

اترك تعليقاً