طنجة تشهد ملتقاها الثالث حول الإعلام والبيئة


طنجة تشهد ملتقاها الثالث حول الإعلام والبيئة
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      نظم مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية ومؤسسة بيت الصحافة، مساء الأربعاء بطنجة، الملتقى الثالث حول "الإعلام والبيئة"، تحت عنوان "غابات منطقة طنجة.. أي دور للفاعلين الترابيين في المحافظة على موروثنا الطبيعي"، بحضور مسؤولين وخبراء وفاعلين في المجتمع المدني.

وسلط المتدخلون في الملتقى، الذي يتزامن مع تخليد اليوم العالمي للبيئة، الذي يصادف الـ 5 يونيو من كل سنة، الضوء على حصيلة وجهود مختلف الفاعلين في الحفاظ على البيئة والموروث الطبيعي للمنطقة، وتقييم مساهمة كل الأطراف في تحقيق هذا الهدف الذي يشكل عنصرا هاما في الأمن والاستقرار البشري واستمراريته وديمومته.

في هذا السياق، أكد عزيز الجناتي، رئيس مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، على راهنية موضوع نسخة هذه السنة من الملتقى، في ظل الوضع العام وما مرت به غابات مدينة طنجة في الفترة الأخيرة، معتبرا أن "الهدف من هذا اللقاء، ليس فقط الإحاطة بواقع معين، بقدر ما هو رغبة في إسماع أصوات تعبر بكل مسؤولية على ما تعيشه غابات مدينة طنجة في الفترة الراهنة".

أما محمد غيلان، النائب الأول لرئيس جماعة طنجة، فأبرز أهمية موضوع الملتقى في سياق التحديات التي تطرحها تغيرات المناخية التي يواجهها المغرب، على غرار باقي دول العالم، منبها إلى أن الغطاء الغابوي بمدينة طنجة يواجه جملة من الإشكاليات، في مقدمتها تلك المتعلقة بمسألة الملكية التي تتوزع بين الجماعة وأطراف أخرى مؤسساتية ومالكين خواص فضلا عن الإطار القانوني، وثقافة المواطن في علاقته بالفضاء الغابوي.

وبعد أن استعرض حدود تدخل الجماعة الترابية لطنجة وجهودها من خلال مشاريع إحداث الفضاءات الخضراء من حدائق ومنتزهات غابوية وعملية التشجير، شدد على ضرورة وضع استراتيجية للاستدراك والحفاظ على الغطاء الغابوي للمدينة.

من جانبه، أبرز محمد جبران، رئيس مصلحة التنشيط والشراكة بالمديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات بجهة طنجة تطوان الحسيمة، غنى وتنوع الأصناف الغابوية بالجهة بحكم موقعها الجغرافي ومناخها، بما ينعكس ذلك على خصوصية الغطاء النباتي.

وتوقف جبران عند الإكراهات والتحديات التي تواجهها الجهة، عموما في المستوى الإيكولوجي، لاسيما ما يتعلق بالتوسع العمراني بما يشكله ذلك من ضغط على المجال الغابوي، وتصفية غير مكتملة للوعاء العقاري والغابوي، بالإضافة إلى تعرض الجهة لحرائق الغابات بصفة متكررة.

ومن جانبها قدمت إلهام معراجي، الباحثة والفاعلة الجمعوية، عرضا حول وتيرة آفة الحرائق المسجلة بعمالة طنجة أصيلة خلال السنوات الأخيرة، التي تأتي على مساحات غابوية شاسعة.

ونبهت معراجي إلى أن هذه الحرائق تؤدي إلى فقدان المساحات الغابوية لأدوارها الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية، وتعرضها للخلل في توازنها البيئي الذي يحتاج إلى سنوات ليعيد حيويته وبيئته الآمنة والمتماسكة، مؤكدة على أهمية دور الفاعلين الترابيين في التخفيف من حدة هذه الأخطار الطبيعية من خلال التنسيق الجيد والإيجابي، ومن مخططات وبرامج لتنمية الغابات ووضع سيناريوهات للتدخل الاستعجالي من أجل منع وقوع خسائر أكبر للبيئة.

يذكر أن الدورات السابقة من ملتقى الإعلام والبيئة، الذي يندرج تنظيمه في إطار تخليد اليوم العالمي للبيئة الذي يصادف الخامس من يونيو من كل سنة، تطرقت إلى "تثمين التراث والمآثر التاريخية وبيئة المدينة" و"دور الإعلام في حماية البيئة والحق في الولوج إلى المعلومة البيئية".

اترك تعليقاً