طنجة تحتضن ملتقى ابن بطوطة الأول للتسامح


طنجة تحتضن  ملتقى ابن بطوطة الأول للتسامح
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

       احتضن الفضاء الثقافي والفني رياض سلطان بمدينة طنجة، اليوم الجمعة24 فبراير أشغال ملتقى ابن بطوطة الدولي الأول للتسامح والتقارب بين الشعوب، الذي تم خلاله تسليط الضوء على دور الرحالة المغربي في نشر القيم الإنسانية النبيلة وإغناء أدب الرحلة، يأتي هذا اللقاء بعد مرور719 على ميلاد الرحالة ابن بطوطة، والذي نظمته شركة تهيئة ميناء طنجة لمدينة بشراكة مع مؤسسة عبد تاهادي التازي . وأكد المدير العام لشركة تهيئة ميناء طنجة المدينة، محمد أوعناية، أن اللقاء الهام هو مناسبة لإبراز الجهود التي تم بذلها لادماج ميناء طنجة المدينة في محيطه الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، وأهمية المنجزات التي تحققت في طنجة لإظهار أهم معالمها والمحافظة على تراث المنطقة المادي واللامادي، باعتبار مدينة تعد بوابة المغرب ونموذجا في احترام المغرب للقيم الانسانية، باعتباره بلد التعايش والتسامح والتلاقي بامتياز، وجسرا بين الشمال والجنوب. وأضاف السيد أوعناية أن الحديث عن ابن بطوطة ورحلاته وأدبه يوحي الى تاريخ طنجة الحافل ومواقعها الخالدة التي حافظت على إرث حضاري قلما تجده في مناطق أخرى من العالم، معتبرا أن ميناء طنجة المدينة ليس منشأة للنقل والسفر والترفيه فقط، بل هو ميناء مدينة ساهمت عبر تاريخها في تقريب الشعوب وتلاقح الحضارات وضمان تعايش الشعوب. وفي السياق ذاته، رأى رئيس النادي الديبلوماسي المغربي، الطيب الشودري، أن ابن بطوطة الرحالة تحلى بالكثير من مميزات الديبلوماسي الناجح وأعطى صورة عن المغرب والمغاربة في العديد من مناطق العالم، مشيرا الى أن ما اجتمع في ابن بطوطة قليلا ما تجده في شخص واحد، فهو الرحالة والأديب والقاضي والفقيه والسفير، ابن بطوطة يعطي صورة عامة عن ما تشكله مدينة طنجة من موقع جغرافي غني بحضارته وماضيه وثقافته وعطاء ساكنته من مختلف الأديان.

وأشار السيد الشودري أن ترجمة مؤلفات ابن بطوطة الخاصة برحلاته إلى 50 لغة عالمية يبين رغبة شعوب الأرض التعرف على ثقافات الغير التي يجب احترامها رغم ما قد يميزها من تباين واختلاف عن  ثقافة هذه الشعوب

ورأت كلاوديا ماريا طيريسو، أستاذة اللغات والأدب العربي بجامعة تورينو بايطاليا ومؤلفة كتاب "رحلة ابن بطوطة"، في عرض بعنوان "رحلة ابن بطوطة، جسور بين الشعوب من طنجة إلى مكة، في افريقيا والهند والصين"، أن على المغرب أن يفخر برحالة مرجعي في العالم لا يقل شأنه عن الرحالة العالميين المعروفين، بل تفوق على الكثير منهم في الوصف الدقيق للأحداث واطلاع الناس على مراحل تاريخية مهمة عن شعوب وبلدان نائية والتأثير في ممارسات الشعوب التي زار مواطنيها ونقل إليهم حضارة اسلامية ناضجة ومتميزة،وأضافت أن ابن بطوطة يعطي الدروس للإنسانية في التعايش والاحترام والتسامح، وهي القيم الإنسانية التي افتقدتها الكثير من مناطق العالم. وفي السياق ذاته، أكد نجيب الغياتي، ممثل منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، ضيف شرف النسخة الأولى من الملتقى الدولي، أن ابن بطوطة يرمز الى القيم السمحة والأخلاق العالية التي كرسها ودافع عنها الإسلام وجعلها من صميم الممارسة الدينية الحقيقية، مبرزا أن هذه القيم يحتاج إليها العالم الآن لضمان الأمن والأمان والسلم والسلام. واعتبر أن رحلات ابن بطوطة لمختلف مناطق العالم هي نموذج في فن العيش والتعايش وما يجب ان تكون عليها العلاقات الإنسانية والتقارب بين الشعوب والأمم واحترام الاختلاف ومناهضة الغلو و السلوك السلبي في مختلف تمظهراته.

ولم يجانب الصواب كل من عبد الفتاح الزين  وياسر التازي رئيس مؤسسة عبد الهادي التازي حين اعتبرا ابن بطوطة ،في رحلاته ،يمثل ذلك الإنسان المحب للتلاقح الثقافي القائم على التسامح والحوار والتقارب بين الشعوب.

اترك تعليقاً