رمضانيات من فاس: مع بلارج إلى باب الشرفاء

انتظرت بلارج في اليوم الأول، لكنه لم يحضر، وفي اليوم الثالث صفق بجناحيه طالبا استئناف الجولة، ولكني سألته عن سبب التأخر، فاعتذر لي وأخبرني بأنه كان يعالج جروح وتوتر ابنه الفرخ الذي علقت برجله عيدان شائكة من القش المنتشر والملوث للساحات بأرض المدينة بعد أن أعاقته عن محاولة التحليق والطيران، فحزنت على ما أصاب ابنه الفرخ، وطلبت منه أن نؤجل جولتنا ليتمكن من العناية بفرخه، ولكنه ألح على القيام بالجولة ما دام الجو ربيعيا منعشا، على أن تكون قصيرة وقريبة، وعندها كنا قد وصلنا إلى باب أخبرني أن اسمها التاريخي هو باب الشرفة. وتلاحظ أنها عبارة عن قلعة بالطرف الشمالي للطريق الغربي يقال إنها بنيت لأول مرة سنة 600 هجرية على يد السلطان الموحدي محمد الناصر، وشكلها الحالي يعود للعلويين سنة 1069 م، والذين جعلوها ملجأ للشرفاء الفقراء فسميت بذلك باب الشرفاء، وهي بوابة تفصل بين ساحة بوجلود وداخل قصبة النوار التي كان يطلق عليها "قصبة فيلالة"، إذ كان يسكنها الشرفاء الصحراويون العلويون الذين قدموا إليها من واحات تافيلالت. وتعد واحدة من أكثر الأبواب الأثرية روعة في المنطقة لما يميز بناءها العريق في طراز أندلسي مذهل بقوسها الكبير وبرجيها الشاهقين اللذين يحيطان بها.