رمضانيات من فاس 10 - مع بلارج في باب فتوح
تقع باب فتوح على السور الشرقي لعدوة الأندلس ، وهي من الأبواب الرئيسية للمدينة العتيقة , ومنذ تأسيسها سنة 859 م من قبل فتوح بن دوناس المغراوي ، كانت لها أدوار تاريخية ذات طابع عسكري واقتصادي ، فمنها كانت تخرج الجيوش المتجهة نحو المناطق الشرقية ، ومنها تدخل الجيوش بعد عودتها وإدخال وإخراج البضائع ، وفي ساحتها المجاورة تتجمع هناك ، وهي الوظائف التي استمرت مع الزمن ، إذ أنه رغم أن أبوابا أخرى قد أغلقت بسبب بعض الفتن والمجاعات التي توالت على فاس . ظلت هذه الباب تقوم بأدوارها ، وعرفت بعض التحول لأنها كانت صغيرة ، ونظرا لما لحقها من هدم سنة 1142 هجرية / 1729 م من طرف حمدون الروسي عامل السلطان مولاي عبد الله العلوي ، في إطار ترميم أسوار المدينة . أقام السلطان مولاي سليمان العلوي بابا بجانبها بحجم أكبر وفي مستوى باب المحروق وذلك سنة 1798 م
أما سبب تسميتها بهذا الاسم ، فلأنها منسوبة لبانيها فتوح وهو الابن الأكبر لدوناس بن حمامة المغراوي المتوفى سنة 1060 م ، بعد أن استقل أخوه الأصغر بعدوة القرويين وشيد لها باب عجيسة التي تحمل اسمه ، ونتيجة للصراع بين الأخويين فتوح وعجيسة ، ظهرت قدرة المعلمين والفنانين في إبراز مهاراتهم في جعل البناء مكيفا مع المعمار في مختلف التطورات.