دعوة لحماية حقوق الموسيقيين أمام تنامي البث الرقمي


دعوة لحماية حقوق الموسيقيين أمام تنامي البث الرقمي صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      أقيمت يوم أمس الجمعة بمعهد "ثيربانتيس" بالعاصمة الرباط الدورة العاشرة لمهرجان "فيزا فور ميوزيك"، والتي ستعرف تنظيم أكثر من 60 حفلة موسيقية فريدة من نوعها، وأكثر من 15 لقاء ومحاضرة وورشة تدريبية، كما أنها ستتواصل إلى غاية 25 نونبر الجاري ببرنامج دراسي رئيسي لإرشاد الفنانين حول كيفية استخدام منصة الموسيقى الرقمية "سبوتيفاي Spotify".


وبهذه المناسبة، وخلال ندوة بعنوان "الحوار الدولي للمبدعين: إعادة التفكير في البث الموسيقي، ضمان نظام ملائم لصانعي الموسيقى"، أكد مهنيون في الصناعة الموسيقية من المغرب والنمسا وفرنسا والسويد والسنغال وكينيا وتونس وإسبانيا، على ضرورة إحداث منظومة تمكن الموسيقيين من حماية حقوقهم المهددة بسبب تصاعد البث الرقمي. موضحين أنه، على عكس العروض الموسيقية التي يتم بثها على التلفاز أو عبر الإذاعة، فإن بث الموسيقى الرقمية، المعروفة باسم "البث المباشر"، يتكون من النقل المستمر لملفات الصوت أو الفيديو إلى المستخدمين عبر الإنترنت، مما يتيح "الاستمتاع بالموسيقى في أي وقت وفي أي مكان"، دون مواجهة إكراهات التنزيل أو استخدام البرامج أو تطبيقات الموسيقى. معتبرين هذه الطريقة ربحية بشكل كبير للجمهور وشركات الموسيقى مقارنة بالفنانين حيث أنها تغطي في بعض الحالات بالكاد 5 في المائة من اشتراكات المستخدمين في المنصات الرقمية، وهو معدل يعد "رمزيا".

وعن هدف هذا اللقاء أبرز الأمين العام للاتحاد الدولي للموسيقيين في فرنسا "بينوا ماشويل" أنه "يهدف إلى تسليط الضوء على فشل نموذج البث المباشر في صناعة الموسيقى الذي يخدم منصات التوزيع وشركات التسجيل، على حساب المبدعين والملحنين وكتاب الأغاني وفناني الأداء". وذلك "لتشجيع الفنانين على بناء مسار مهني في مجال الموسيقى دون حرمانهم من أرباحهم المشروعة التي تذهب لصالح شركات الموسيقى الكبرى أو، بكل بساطة، تنتهي إلى العدم"، على حد قوله.

وبدورها أشارت "نويليا سالاس مونيز"، مديرة الحساب في جمعية الفنانين والمؤديين، خلال تقديمها للنموذج الإسباني في هذا المجال، أن موسيقيي الاستوديو في إسبانيا أصبح لديهم الحق في الحصول على تعويض على أساس عائدات منصات البث، بموجب التشريع الذي دخل حيز التنفيذ سنة 2018. حيث أن هذا التعويض مدرج في العقود المبرمة سلفا بين الفنانين وشركات التسجيل، وكذلك بينها وبين منصات البث.

وفيما يخص الموسيقى في القارة السمراء شدد "ديديي عوضي" الفنان ومدير استوديو في السنغال، على أن إفريقيا، على الرغم من كونها واحدة من أكبر أسواق الموسيقى الناشئة، إلا أنها في حاجة للاستفادة من مزايا البث من خلال دمقرطة الولوج إلى الإنترنت، داعيا إلى "المزيد من الشفافية" فيما يتعلق بحساب وتوزيع الأرباح. وأشارت المنتجة الكينية "شارون أونياغو أوبو" هي الأخرى إلى أن هذا اللقاء يروم "إلقاء نظرة عن كثب على النظام العالمي للبث الموسيقي"، معتبرة أنه "بإمكان منصات البث أن تكون أكثر إنصافا للفنانين" مستحضرة في معرض حديثها المبادرات العديدة التي تم تنفيذها في بلادها، خاصة في ما يتعلق بالتكوين، آملة أن تبذل مزيد من الجهود لتوعية الفنانين بحقوقهم الثابتة في استغلال هذه المنصات.

علاوة على ذلك، نوه المتدخلون بصمود الموسيقيين والفنانين من مختلف البلدان، الذين يواصلون مساراتهم الإبداعية على الرغم من "التعويضات الهزيلة والدعم المالي المحدود من الجمهور"، داعين إياهم إلى تسجيل أعمالهم.

اترك تعليقاً