جمعيات المجتمع المدني تختتم منتداها الوطني الثالث
اختتمت اليوم السبت أشغال المنتدى الوطني الثالث لجمعيات المجتمع المدني بجهة الرباط-سلا-القنيطرة حول موضوع "البحث العلمي والمجال الجمعوي: نحو آفاق جديدة للتميز والابتكار".
وكان من تنظيم الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان،
تميزت الجلسة الختامية بتقديم مخرجات وتوصيات الورشات الموضوعاتية، الرامية إلى إبراز أهمية البحث العلمي المتخصص
في المجال الجمعوي وبحث آفاق مساهمة الجامعات في فتح مسالك علمية عليا متخصصة
لتعزيز الكفاءات والمهن الجمعوية.
ودعت توصيات هذه الورشات، إلى تملك المجتمع المدني لتقنيات البحث العلمي بمساعدة
الجامعات، واستثمار المعطيات والدراسات في المجال الجمعوي للنهوض به واستثمار
المناهج البحثية الجامعية لفهم ظاهرة المجتمع المدني.
كما همت التوصيات إحداث كرسي علمي بالجامعات المغربية خاص بالمجال الجمعوي، ووضع
دلائل توجيهية بيداغوجية بالجامعات لتأطير العلاقة بين البحث العلمي والمجال
الجمعوي، وتشجيع الباحثين على توظيف التراكم والخبرة الجمعوية في البحوث والدراسات
الجامعية، بالإضافة إلى سن إطار قانوني لتأسيس المراكز البحثية في المغرب اهتداء
بالتجارب الفضلى المقارنة وتمكينها من دعم المشاريع المبتكرة في المجال الجمعوي.
ومن التوصيات أيضا، إحداث وحدات إدارية بالجامعات خاصة بالتواصل مع الجمعيات، تحسين
جاذبية البحث العلمي المرتبط بالمجتمع المدني لتطوير الاشتغال في المجال الجمعوي، الرفع
من الاعتمادات المالية المخصصة للبحث العلمي بالجامعات العمومية وتمكينها من
الانفتاح على المجال الجمعوي، وتعزيز الصلة بين الجامعة والجمعيات في الأنشطة
المنظمة من الجانبين.
كما دعت التوصيات إلى مأسسة انفتاح الجامعة على المجتمع المدني من خلال فتح مسالك
للتكوين بالجامعات في جميع المجالات ذات الصلة بالمجال الجمعوي، وتشجيع المشاريع
البحثية المبتكرة في المجال الجمعوي على مستوى الجامعات، بالإضافة إلى الأخذ بعين
الاعتبار التجربة الميدانية والخبرة الجمعوية لولوج مسالك التكوين العليا بالجامعة
للاستفادة المتبادلة من خبرة الجانبين.
وإحداث بنك معطيات للبحوث والدراسات والأبحاث حول المجتمع المدني بالجامعات،
وتثمين البحوث والدراسات الجامعية حول المجتمع المدني بالجامعات بجوائز التميز،
وتحقيق الإلتقائية بين الجامعات والجمعيات على مستوى البرامج التعليمية الموجهة
للفاعلين الجمعويين، بالإضافة إلى اعتماد التكنولوجيا الرقمية للتواصل والاطلاع
على البحوث والدراسات الجامعية في المجال الجمعوي.
وعلى مستوى الشراكة بين الجامعة والجمعيات، انصبت التوصيات على تعزيز الشراكة بين
الأقطاب الجامعية الجهوية والجماعات الترابية لتقوية العمل الجمعوي المحلي، وتنمية
الشراكة بين الجامعة والجمعيات للتصدي للهدر الجامعي من خلال دعم الجمعيات التي
تشتغل مع الطلبة الجامعيين، ومساهمة الجمعيات في حل بعض المشكلات بالجامعات في
إطار الوساطة الاجتماعية المرتبطة بالأخلاقيات، ومساهمة الجامعات في حضور الجمعيات
في المنصات الرقمية العالمية.
وتعزيز الشراكات العملية والميدانية بشراكات موثقة، وإيجاد بدائل لمصادر التمويل
في إطار الاقتصاد التشاركي، وتقوية انفتاح الجمعيات على الأطر الأكاديمية لتعزيز
مجال الشراكة، ومراجعة الإطار التنظيمي للشراكة بين الدولة والجمعيات، إلى جانب
تعزيز منظومة الشراكة من خلال طلبات عروض مشاريع الجمعيات لإنتاج العلم والمعرفة. الملاءمة
التشريعية لظهير تأسيس الجمعيات مع أدوارها الدستورية الجديدة واحترام المقتضيات
القانونية المتعلقة بتأسيس الجمعيات وتجميع جميع النصوص التشريعية والتنظيمية
الخاصة بالمجال الجمعوي في مدونة خاصة.
يشار إلى أن المنتدى الوطني الثالث، الذي عرف مشاركة أزيد من 500 مشارك من
أكاديميين وخبراء، وفاعلين مؤسساتيين وطنيين وأجانب وفعاليات من المجتمع المدني،
يروم تحديد مختلف مساهمات الجامعات من دراسات وأبحاث مراكز ومختبرات البحث العلمي
في تطوير أداء جمعيات المجتمع المدني.