خبراء يدعون إلى آليات جديدة للتعاون الأمني
شدد المشاركون في ندوة حول "نموذج الأمن الإقليمي: من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي"، يوم السبت بالرباط، على أهمية إعادة تكوين الأطر الأمنية القائمة وإرساء آليات جديدة للتعاون متعدد الأطراف.
في هذه الندوة، المنظمة في إطار الدورة 13 للمؤتمر الدولي السنوي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد "الحوارات الأطلسية"، أبرز المتدخلون التطور السريع والمعقد للديناميات الأمنية على المستوى الإقليمي.
وقال دانييل فاجديتش، رئيس مكتب الاستشارات الأمريكي "يوركتاون سولوشنز"، إن الشرخ الحاصل على مستوى موازين القوى، يعد الظاهرة الأكثر لفتا للانتباه في العقود الأخيرة، لا سيما في إفريقيا الأطلسية.
لكنه على الرغم من ذلك، أبرز أن الولايات المتحدة تمتعت بفترة من الهيمنة العالمية، إلا أن هذه الهيمنة لم تحل دون ظهور ديناميات شرخ جديدة، والتي تفاقمت مع بروز قوى أخرى وخيارات عديدة في السياسة الخارجية الأمريكية.
ومن جانبه، سلط وزير القوات المسلحة السنغالي، الجنرال بيرام ديوب، الضوء على الديناميات الجيوسياسية في إفريقيا، مشددا على أهمية النظر إلى الأمن الإقليمي باعتباره عنصرا من مجموعة أوسع.
وأكد على الحاجة إلى مقاربة تضامنية، لا تشمل الأمن الدولي، فحسب، بل، أيضا، الأمن الوطني والمحلي، مع مراعاة مختلف القضايا الخاصة بكل منطقة من مناطق القارة.
كما تطرق مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، باسكال بونيفاس، من جهته لموضوع الازدواجية بين التجزيء والعولمة، وهي ظاهرة تؤثر بشكل أكبر على القارة الإفريقية.
بينما أوضح أن إفريقيا، التي كانت تعد منطقة معزولة نسبيا عن العولمة، أضحت اليوم تجتذب مجموعة من الفاعلين الخارجيين، مضيفا أن هذه العولمة، إلى جانب ظاهرة التجزيء، تؤدي إلى تزايد عدم الاستقرار، الذي تفاقم بسبب أزمة التعددية.
هذا ويشار إلى أن الدورة الحالية من "الحوارات الأطلسية" (12 - 14 دجنبر) تتناول مجموعة من القضايا الاقتصادية والجيو- سياسية التي تعكس التغيرات التي يشهدها الأطلسي الموسع والأكثر اندماجا، وذلك من خلال حلقات نقاش وموائد مستديرة وغيرها من الجلسات.
وتتمحور النقاشات، بالأساس، حول الدبلوماسية الثقافية، ونموذج الأمن الإقليمي، والبنيات التحتية الذكية، وتنظيم الذكاء الاصطناعي، وغيرها من الرهانات العالمية الرئيسية.