حول المهن الواعدة ومستقبل سوق الشغل بالمغرب

شكل موضوع "المهن الواعدة ومستقبل سوق الشغل بالمغرب"، محور ندوة، نظمت أمس الثلاثاء بطانطان، في إطار فعاليات الملتقى الإقليمي الأول للتوجيه المدرسي والجامعي والمهني المقام على مدى يومين، بمبادرة من اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية.
تطرق عدد من المتدخلين، من أكاديميين وباحثين، إلى أهمية التوجيه وأدواره في التنمية، والعلاقة بين التوجيه والتنمية، وكذا أهمية ملتقيات التوجيه في ظل بروز مهن جديدة في عدة مجالات، فضلا عن القطاعات الاقتصادية الواعدة بجهة كلميم- وادنون.
وأبرز مدير مركز التوجيه والتخطيط التربوي بالرباط، خالد أحاجي، أن التوجيه التربوي الجيد له أدوار كبيرة على التنمية، مما يتطلب تكوين وإعداد أطر قادرة على قيادة التغيير، وخلق قيمة مضافة وفاعلة في التنمية، وكذا فهم ومواكبة التطورات.
وأضاف أن تنظيم ملتقيات التوجيه، يساهم، بشكل كبير، في صناعة التنمية، ومساعدة التلاميذ على التعرف على مختلف التخصصات الدراسية والمهن المتاحة، وتمكنهم من التحضير للتحديات التي قد تواجههم في مسارهم الأكاديمي أو المهني، وأن راهنية ملتقى التوجيه بطانطان، تتزامن مع بروز مهن جديدة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والبيانات الضخمة، والتسويق الرقمي، والتكنولوجيا المالية، وكذا التحول الرقمي الذي أصبح محركا رئيسيا لبروز فرص عمل جديدة.
وأوضح أن فهم العلاقة بين التوجيه والتنمية، يستوجب استحضار عدة جوانب تشكل المشهد الدولي، ومنها الاقتصاد العالمي والتغيرات المناخية والتكنولوجيا والابتكار، كما أن هذه التحديات تفرض إعداد مواطنين قادرين على فهم ومواكبة هذه التطورات، وإيجاد حلول للأزمات ورفع التحديات.
أما الأستاذ الباحث باحث بمركز التوجيه والتخطيط التربوي بالرباط، السبد التباعي، فشدد على أهمية التوجيه بالنسبة للتلاميذ والطلبة الذين يتعين عليهم مواكبة والانفتاح على التطور والتغيرات التي تطرأ في عالم التكنولوجيا لاسيما تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدا أيضا على ضرورة الاستعداد الجيد لهذه التطورات والتحرك بجدية نحو المستقبل.
وأكد باقي المتدخلين على أن ولوج الكليات والمعاهد ومؤسسات التكوين، مرتبط بحسن توجيه التلاميذ والطلبة وتكوينهم الجيد، وتحديد ميولاتهم ومؤهلاتهم الفردية باعتبارها الطريقة الأمثل والجسر الوحيد لولوج سوق الشغل.
واستحضروا أهمية الميثاق الوطني للاستثمار في ظل التوجه الجديد للمغرب وخاصة ما يتعلق بصناعة السيارات وصناعات أخرى مما يستوجب التوجيه الأمثل، مبرزين أيضا ما تتوفر عليه جهة كلميم- وادنون من قطاعات اقتصادية واعدة، كالسياحة والطاقات المتجددة، وكذا مهن المستقبل؛ كالرقمنة والتقنيات الرقمية وصناعة الطاقات المتجددة والصناعة البحرية. ,
وتتواصل فعاليات هذا الملتقى الإقليمي الأول، المنظم بشراكة مع المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وجمعية أطر التوجيه التربوي بطانطان، تحت شعار "التوجيه المدرسي رافعة لمستقبل أفضل"، بتنظيم أنشطة متنوعة منها ندوة حول "المهن والذكاء الاصطناعي"، ومسابقات في مجالات مختلفة.