حامات مولاي علي الشريف في حلة جديدة
بعد أشغال إصلاح وتحديث مكثفة، أعادت حامات مولاي علي الشريف (إقليم ميدلت) فتح أبوابها مؤخرا بحلة جديدة تماما، حيث استأنف منبع المياه المعدنية هذا، وهو أحد أكثر الوجهات السياحية والعلاجية استقطابا للزوار في المنطقة، تقديم خدمات الاستجمام والاستشفاء لفائدة الأسر والأصدقاء الذين يفدون من مختلف مناطق المغرب ومن الخارج إلى هذه الحامة التي تتدفق مياهها من باطن الأرض بدرجة حرارة تزيد عن 50 درجة.
فعلى بعد حوالي ثلاثين كيلومترا من مدينة الرشيدية، يقع هذا المنتجع الصحي، الذي يطل على وادي زيز، ليقدم مجموعة من الخدمات تتراوح بين السباحة في المياه المعدنية الدافئة ذات المزايا العلاجية وتذوق الأطباق المحلية، دون إغفال التنزه على جنبات نهر زيز والتأمل في الجبال الشامخة التي تحيط بالحامة. وتم تجديد هذا المنتجع الطبيعي الواقع في قلب جبال الأطلس الكبير بفضل استثمارات مختلف الشركاء. ويتعلق الأمر بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وعمالة إقليم ميدلت والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجرالاركان، بالإضافة إلى الجماعة القروية كرس تعلالين.
وعن عمالة ميدلت، أوضح حفيظ صابوري أن الأشغال همت تهيئة حوضين مغطيين أحدهما للرجال والآخر للنساء، وتهيئة محطة استشفائية مكونة من 22 حماما فرديا، مزدوجا وجماعيا، بالإضافة إلى إنشاء وحدات تقنية ومرافق صحية وغرف تغيير الملابس. وأشار إلى أن أشغال التحديث التي أنجزت بتكلفة إجمالية تبلغ حوالي 2.21 مليون درهم مع صيانة الطابع المعماري المحلي، تروم تحسين ظروف الاستقبال والاستحمام، وإضفاء بعد جهوي ووطني على هذه الحمامات المعدنية وجذب المزيد من الزوار.
وأعرب العديد من الأشخاص الذين قدموا لاستكشاف هذا الموقع الطبيعي عن فرحتهم ورضاهم، بعد قضاء لحظات من الاسترخاء وتنشيط الجسم مع التعبير عن رغبتهم في العودة قريبا وبشكل متواتر، فقد قال أحدهم إنه معجب "بمستوى النظافة وجودة الخدمات الصحية"، وأنه لم يكن يدرك أبدا أهمية هذه الحامة وفوائدها، رغم أنه يتردد كثيرا على المنطقة. والأمر نفسه بالنسبة لقادم من مدينة طنجة، أشار إلى أنه أمضى ثلاثة أيام في حامات مولاي علي الشريف في جو من الراحة والاسترخاء معربا عن رضاه عن مستوى الخدمات المقدمة بعد تجديد وتهيئة الموقع.
وللاستمتاع الكامل بهذه التجربة العلاجية، يوصي القائمون على إدارة الحامة الزوار بشرب كميات كافية من الماء لتجنب الإصابة بالاجتفاف وأخذ فترات استراحة للسماح للجسم بالراحة.
إن العديد منهم ينتهزون الفرصة لمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها المنطقة حيث تتيح للزوار الاستمتاع بسحر الجبال الشامخة وروعة القصبات والقصور المبنية من الطين بدقة وجمالية تزاوج بين سحر المكان وابتكار الإنسان، فضلا عن اقتناء المنتجات التذكارية التي يعرضها باعة محليون.