تنظيم قافلة ذات طابع إنساني وتضامني بجماعة الدشرة
نظمت جمعية "كازا شباب" ، قافلة ذات طابع إنساني وتضامني يوم أمس الأحد بالجماعة القروية الدشرة ، التابعة لإقليم قلعة السراغنة ،مجسدة مساهمة المجتمع المدني في تحسين ظروف العيش لساكنة هذه المنطقة التي تبعد بحوالي 20 كلم عن مدينة قلعة السراغنة. ورامت هذه المبادرة الإنسانية والتضامنية ، التي نظمت بشراكة مع عدد من المغاربة المقيمين ببلجيكا ولوكسمبورغ ، تعزيز ولوج الساكنة المحلية إلى الماء الصالح للشرب والتشجيع على التمدرس بالوسط القروي ، خاصة لدى فئة الفتيات.
فمن خلال هذه المبادرة ، تم حفر بئر وتجهيزها بالطاقة الشمسية لتزويد ساكنة المنطقة التي تقدر بأزيد من خمسمائة شخص بالماء الصالح للشرب، لاسيما وأن المنطقة عرفت مؤخرا نقصا على مستوى الفرشة المائية ، مما جعل الساكنة تنتقل إلى مناطق مجاورة لجلب الماء ، وهو ما سيساهم ، لا محالة ، في محاربة ظاهرة الهدر المدرسي بإتاحة الفرصة لفتيان وفتيات هذه الجماعة القروية لاستغلال أوقاتهم في التحصيل والتعلم. كما تمت تهيئة وتجهيز مكتبة وسائطية بمجموعة من الكتب والقصص والحواسب وتوفير الربط بشبكة الإنترنت، مما سيعمل على الحد من ظاهرة الهدر المدرسي وتمكين الناشئة من التعامل عن قرب مع المعدات المعلوماتية.
وفي هذا السياق، أبرز رئيس جمعية
"كازا شباب"، محمد بنعيسى ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، الأهمية
التي توليها الجمعية للمبادرات ذات الطابع الإنساني، لاسيما تلك المتعلقة بتمكين
بعض الجماعات من التزود بالماء عبر حفر الآبار، والتي تخلف آثارا إيجابية لدى
الساكنة.
وأضاف أن هذه البئر، التي يبلغ عمقها
172 متر بكلفة مالية تقدر بحوالي 90 ألف درهم ، كفيلة بتزويد هذه الجماعة بالماء
الصالح للشرب بالإضافة إلى خمسة دواوير أخرى ، مشيرا إلى أن هذه القافلة تضمنت
كذلك تجهيز مكتبة بمجموعة من الكتب والقصص فضلا عن عدد من الحواسب والأجهزة
المعلوماتية.
وفي تصريح مماثل، نوه عمارة بوطيب ،
وهو فاعل جمعوي، بمبادرة جمعية "كازا شباب" والمغاربة المقيمين
بلوكسمبورغ وببلجيكا، التي مكنت من استفادة المنطقة من برنامجها الوطني، من خلال
حفر بئر ستوفر على أبناء الجماعة القروية عناء اللجوء إلى مناطق أخرى لجلب هذه
المادة الحيوية، كما سيمكن الفتيان والفتيات من استغلال الوقت الذي كانوا
يستعملونه في جلب الماء من أجل التحصيل والدراسة.
كما أعربت من جانبها جاكوب من لوكسمبورغ عن سعادتها بزيارة المغرب
والمشاركة في هذا العمل الاجتماعي والتضامني، مثمنة قيم حسن الاستقبال والانفتاح
على الغير والتضامن التي يتسم بها المغاربة.
وتدخل في نفس السياق أمين معاري عضو
جمعية "كازا شباب" وأبرز – وهو من المغاربة المقيمين بلوكسمبورغ ، أهمية هذا النوع من الأنشطة بالنسبة لساكنة
العالم القروي، مضيفا أن هذه المبادرة شكلت مناسبة للأجانب المشاركين في هذه
القافلة من اكتشاف والوقوف على قيم التقاسم والمحبة وحسن الاستقبال التي يتميز بها
الشعب المغربي.