تمكين المرأة العربية من صنع القرار
تمكين المرأة من الوصول إلى مناصب صنع القرار، هو شعار الندوة الإقليمية التي نظمتها منظمة المرأة العربية على مدى يومين ببيروت (29 - 30 ماي) التي دعت إلى تطوير استراتيجيات وسياسات تمكن المرأة من الوصول إلى صنع القرار على جميع المستويات، خاصة سياسات التمييز الإيجابي. وقد أوصت الندوة التي نظمت حول "المساواة بين الجنسين في المواطنة بالدول العربية: إنجازات وتحديات" بالتعاون مع الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، بضرورة تطوير ثقافة حقوق الإنسان في جميع الوسائل المتاحة وتفعيل دور المتخصصين في مجال الثقافة والوعي المجتمعي، وخلق بيئة مواتية لتعزيز ونمو المواطنة، وتعزيز التشبيك والتنسيق بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، كما طالبت باعتماد توجه تربوي موحد ومدخل لهوية موحدة وتطبيق استراتيجية وطنية تربوية، ونشر ثقافة حقوق الإنسان والتوعية على احترام الحقوق والحريات الفردية، وتعزيز مفهوم المواطنة الحاضنة للتنوع ضمن إطار الدولة المدنية القائمة على أساس الحوار.
وأكدت على ضرورة اعتماد الكوتا بشكل مؤقت وذلك من أجل تغيير الثقافة السائدة في المجتمع كوسيلة أثبتت نجاحها في زيادة تمثيل المرأة في مواقع القيادة والسياسة ومناقشة مواضيع الأحوال الشخصية باستمرار وتوحيد الرؤية العربية في هذا الموضوع، علاوة على العمل على القوانين الإجرائية، فيما يخص الوصول للحقوق المنصوص عليها في قوانين الأحوال الشخصية، مع التأكيد على المساواة بين الجنسين في حق المرأة في نقل جنسيتها إلى أولادها.
وقالت المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، فاديا كيوان، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للندوة أن هذا اللقاء يشكل بداية العمل في إطار الشراكة الاستراتيجية مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي من خلال برنامج "WOMENA"، وأضافت أن منظمة المرأة العربية تولي اهتماما كبيرا لمسألة إحياء العام العشرين على تأسيسها وذلك في إطار سعيها لبناء ذاكرة المؤسسة، والتي هي جزء لا يتجزأ من ذكرة المرأة العربية. بدورها، ذكرت أنيتي فونك، مديرة برنامج "WOMENA" التابع للوكالة الألمانية للتعاون الدولي، أن هذا المشروع الاقليمي يتم تنفيذه بالاشتراك مع منظمة المرأة العربية، وهو يغطي ست دول هي لبنان، مصر، الأردن، فلسطين، المغرب وتونس، من أجل تعزيز المساواة في الحقوق الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية، والفرص للمرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأشارت أن المشروع يعمل على ثلاثة مستويات مترابطة هي دعم الشبكات الوطنية والإقليمية من أجل تعزيز التعلم من النجاحات والتحديات في كل دولة، وهو ما يجعل هذه الندوة مثالا يحتذى به في هذا الصدد، ودعم بناء القدرات للذين يهدفون إلى التعبير عن النساء وإحداث تغيير ملموس، بالإضافة إلى دعم تنفيذ الحلول المبتكرة على أرض الواقع.