تأخر صرف الأجور يدفع عمال إيصال المدينة لإطلاق نداء عاجل

توصلت جريدة أفريكا فور بريس برسالة من عمال شركة "إيصال المدينة" هذا نصها:
"في ظل التجاهل التام لمطالبهم المشروعة، يعيش عمال شركة “إيصال المدينة” أوضاعا مأساوية تنذر بكارثة اجتماعية وإنسانية. فرغم مرور عيد الفطر، لم يتلق العمال أجورهم المستحقة، ليجدوا أنفسهم عاجزين عن إدخال الفرح إلى قلوب أبنائهم، وعاجزين حتى عن تلبية احتياجاتهم الأساسية. فكيف يعقل أن تمر هذه المناسبة المباركة دون أن يتمكن هؤلاء العمال من الاحتفال بها كغيرهم؟ إن تأخير الأجور ليس المعاناة الوحيدة التي تثقل كاهل العمال، بل إنهم يعانون أيضا من أجور مزرية لا تتناسب مع المجهود المبذول، إضافة إلى نقص في عدد ساعات العمل، مما يزيد من تدهور أوضاعهم المعيشية. كما أنهم محرومون من التغطية الصحية، ما يجعلهم يواجهون الأمراض المزمنة دون أي دعم. فبدلا من أن تؤمن لهم الشركة حقهم في العلاج والتغطية الصحية، يجد العمال أنفسهم مجبرين على دفع تكاليف العلاج من جيوبهم، رغم رواتبهم المتأخرة أصلا. هذا الوضع يزيد من معاناتهم ويعمق أزمتهم، ويطرح تساؤلات خطيرة حول مدى احترام الشركة لحقوق موظفيها الأساسية.
ولا تقتصر المشاكل على الجانب الاجتماعي، بل تتعداها إلى الوضع الكارثي للحافلات التي تشغلها الشركة. فقد كشف العديد من العمال أن هذه الحافلات تعاني من تدهور ميكانيكي خطير نتيجة انعدام الصيانة، رغم أن الشركة تطالب بموازنات مالية كل شهرين بحجة الصيانة. إلا أن الواقع يكشف عن حوادث متكررة ناتجة عن اشتعال النيران في المحركات وارتفاع درجة حرارتها بشكل خطير، ما يعرض الركاب والسائقين على حد سواء لمخاطر جسيمة. وسط هذه الفوضى، تتواصل المهزلة بترويج بعض السياسيين في الأغلبية لفكرة أن “إيصال المدينة” نجحت في تدبير المرحلة الانتقالية، رغم أن المعطيات الواقعية تكذب هذه الادعاءات. فكيف يبرر هذا الهدر السافر للمال العام في ظل انعدام النتائج الملموسة على الأرض؟ وأين تذهب هذه الميزانيات إن كانت الحافلات لا تزال في حالة مزرية، وإن كان العمال بلا أجور أو تأمين صحي؟
أما بالنسبة لسكان المدينة، فهم يعانون بدورهم من تداعيات هذا الوضع، حيث تغيب الحافلات تماما عن الشوارع، ما يجعل محطات الوقوف ممتلئة بالركاب الذين ينتظرون لساعات دون جدوى. هذه الفوضى تؤثر سلبا على حياة المواطنين اليومية، وتؤكد أن الشركة فشلت فشلا ذريعا في أداء دورها الأساسي.
نحن، عمال “إيصال المدينة”، نوجه هذا النداء العاجل إلى الصحافة الحرة وإلى كل من يمتلك حسا إنسانيا ووطنيا، لإيصال صوتنا وفضح هذه المهزلة التي نعيشها منذ قدوم هذه الشركة. لقد فات العيد ولم نفرح به، لكن الحقيقة أن قدوم هذه الشركة حرمنا الفرح منذ البداية. نناشدكم أن تنشروا هذه الفضيحة وتكشفوا حجم الظلم والمعاناة التي نتعرض لها، لعلنا نجد أخيرا من يسمعنا وينصفنا قبل أن تصل الأمور إلى ما هو أسوأ".