المواقف الغريبة للرئيس الكولومبي تجاه المغرب مرفوضة من الكولومبيين
استنكرت الصحيفة الكولومبية "إل تيمبو" ،اليوم الثلاثاء1 مارس، المواقف "الغريبة" و"المخجلة" التي عبر عنها الرئيس الكولومبي، بيترو غوستافو، تجاه بلد صديق مثل المغرب، واصفة المملكة بـ "الشريك الاستراتيجي والمتميز" في إفريقيا.
ففي عمود بقلم أندريس أورتادو غارسيا تحت عنوان "نحن لا نتعامل مع المغرب على هذا النحو"، توقفت الصحيفة الواسعة الانتشار عند القرار "العشوائي" الذي اتخذه الرئيس غوستافو بيترو المنتمي لليسار، حين وصف ما يسمى ب"البوليساريو" ب"البلد".
وعبرت الصحيفة عن دهشتها بالقول إن "الرجل الذي تولى مقاليد السلطة يوم 7 غشت المنصرم بدا أنه على عجلة من أمره للعمل ليس باعتباره رئيسا، ولكن كمقاتل، حيث إنه وبعد ثلاثة أيام فقط من ذلك، وصف ما يسمى بجبهة "البوليساريو" بـ (البلد)، وهي الحركة الانفصالية التي لا تعترف بها أعتى ديمقراطيات العالم ولا الأمم المتحدة".
أما الصحفي صاحي المقال أندريس أورتادو، فقد عبر أنه ينبغي الإقرار بأن "البوليساريو تشكل تهديدا لسيادة المغرب ووحدته الترابية"، متسائلا في هذا الصدد "ما إذا كنا نرغب في أن تدعم حكومات أو أشخاص أو كيانات أخرى نيكاراغوا في مطالبها المناوئة لسيادتنا ووحدتنا الترابية. هذا بالضبط ما يقوم به بيترو مع بلد صديق آخر، متجاوزا التقليد الكولومبي المتمثل في التقيد بمبدأ عدم التدخل في شؤون البلدان الأخرى".
وبهذا السلوك ،وغيره كثير،يكون الرئيس،بحسب كاتب العمود ، مصرا منذ تسلمه الحكم، على التمسك بالنزعة الفردية في التدبير على المستوى الداخلي والخارجي، مبرزا أن "العديد من الكولومبيين يريدون مساعدة الرئيس، لكنه غير متعاون، بل وقد يتصرف ضدا على المؤسسة التشريعية لتنفيذ مخططاته.
و ذكرت الصحيفة بأن مجلس شيوخ الجمهورية سبق ووقع يوم 19 أكتوبر من السنة الماضية، على قرار "قوي وموثق بشكل جيد" ضد الرئيس بيترو لأنه تجرأ على ارتكاب هذا الخطأ الجسيم في حق "حليف وصديق كبير" بتعبير المجلس.
ومن بين 108 أعضاء في مجلس الشيوخ، وقع 63 عضوا على القرار، بما في ذلك أحزاب الائتلاف الذي يقوده بيترو، الذي يضم الحزب الليبرالي، والحزب المحافظ، والحزب الاجتماعي للوحدة الوطنية، والتحالف الأخضر، والتغيير الجذري، وميرا، وكولومبيا خوستا ليبريس، والوسط الديمقراطي، ورابطة محافظي مكافحة الفساد.
وشجب صاحب العمود عدم إعطاء رئيس مجلس الشيوخ، روي باريراس، الكلمة لعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الذين أرادوا التدخل للتعبير عن إدانة ورفض موقف الرئيس بيترو، مضيفا "نخجل بكل صراحة من هذه القرارات الحكومية الغريبة ونتساءل إذا كان بيترو يعامل مع أصدقائه بهذه الطريقة، فكيف سيكون تعامله مع أعدائه؟".
وخلص أندريس أورتادو إلى أن موقف الرئيس غوستافو تجاه المغرب الذي "يعد البلد الإفريقي الوحيد الذي لا يفرض تأشيرة الدخول على الكولومبيين، وحليف كولومبيا في علاقاتها مع إفريقيا"، يجعل الأمر يرقى إلى فضيحة.