المهرجان الدولي للألعاب الشعبية في نسخته ال1 يفتتح بآسا
افتتحت، مساء أمس الأحد بمدينة أسا (إقليم أسا الزاك)، فعاليات النسخة الأولى للمهرجان الدولي للألعاب الشعبية، تحت شعار: "الألعاب الشعبية الدولية، تواصل عبر الثقافات وتعايش بين الحضارات".
ويهدف هذا المهرجان، الذي تنظمه على مدى يومين، الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع، بشراكة مع جماعة أسا، والمجلس الإقليمي لأسا، وبتنسيق ودعم من عمالة إقليم آسا - الزاك، والوكالة المغربية للتعاون الدولي، إلى إعادة الاعتبار لعدد من الألعاب والرياضات الشعبية، وخلق دينامية رياضية أصيلة، وتدوين الألعاب الممارسة في مختلف ربوع المملكة حفاظا عليها ونقلها للأجيال القادمة.
كما تروم هذه التظاهرة، التي حضر حفل افتتاحها، على الخصوص، عامل إقليم أسا-الزاك، يوسف خير، ورئيس الاتحاد الدولي للرياضة للجميع، عيسى محمد عبد الرحيم الرفاعي، وكذا منتخبين، التشجيع على تنظيم أنشطة خاصة بالألعاب التقليدية، وتأسيس ودعم الجمعيات التي تعنى بذلك، وترسيخ قيم السلم والتضامن بين الأمم والشعوب.
وتم، خلال حفل افتتاح هذه التظاهرة الرياضية والثقافية، تقديم وفود الدول المشاركة البالغ عددها أزيد من 30 بلدا من مختلف القارات، ومنها بالإضافة إلى المغرب، مصر، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، موريتانيا، السودان، إيطاليا، تشاد، السنغال، الكونغو الديمقراطية، النيجر، نيجيريا، الغابون، بينين، جزر القمر، بوركينا فاصو، الكوت ديفوار، غينيا، غامبيا، رواندا، الطوغو، مالي، كينيا، جنوب السودان، الرأس الأخضر، زامبيا، غينيا بيساو، إفريقيا الوسطى، سيراليون، وسانت لوسي، فضلا عن بلدان أخرى.
وأكدت رئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع، نزهة بدوان، بالمناسبة، أن الألعاب والرياضات التقليدية دعامة أساسية في النشاط الرياضي المغربي، وتوليها الجامعة اهتماما خاصا في برامجها السنوية التي تقوم بها عبر القوافل الرياضية والأيام الرياضية والألعاب الشاطئية، وداخل المؤسسات السجنية والتعليمية.
وأضافت بدوان أن هذا المهرجان، الذي يأتي احتفاء بالذكرى ال69 لعيد الاستقلال المجيد، هو مناسبة لاستحضار هويتنا التاريخية وتراثنا الثقافي، وهو حدث بارز يعيد إحياء الألعاب والرياضات التقليدية بمشاركة أكثر من 30 دولة صديقة وشقيقة، مما يضفي عليه طابعا عالميا، مبرزة أن هذه التظاهرة تروم إعادة الاعتبار لعدد من الألعاب والرياضات الشعبية التي كانت شائعة في الماضي، وخلق دينامية رياضية أصيلة، وتدوين الألعاب الممارسة في مختلف ربوع المملكة حفاظا عليها ونقلها للأجيال القادمة.
من جهته، وفي مستهل كلمته، أعلن نائب رئيس الاتحاد الدولي للرياضة للجميع، أحمد الشريف، عن اعتماد مهرجان أسا الدولي للألعاب الشعبية ضمن أجندة الاتحاد، مشيرا إلى أن الألعاب الشعبية والتقليدية ارتبطت ارتباطا وثيقا بالإنسان والتطور الإنساني حتى الألفية الثالثة التي أدت إلى ظهور تحديات جديدة مرتبطة بالتكنولوجيا، مما جعل المنظمات الدولية تعمل على الحفاظ على هذا الإرث التاريخي على مستوى العالم، ومشيدا بالجهود التي تقوم بها المملكة المغربية في هذا المجال، عبر الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع. وهذا، يضيف السيد الشريف، ينم عن حس عال للتصدي للتحديات المرتبطة بالتكنولوجيا من أجل الحفاظ على الرياضات والألعاب الشعبية والتقليدية.
من جانبه، أكد الشكاف التامك، نائب رئيس المجلس الجماعي لأسا، أن هذا المهرجان يمثل لحظة مميزة للاحتفاء بتراثنا المشترك وإبراز القيم الإنسانية العميقة التي حملتها الألعاب الشعبية التي تعد رمزا للتواصل الثقافي والتعايش الحضاري بين مختلف شعوب العالم، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بتطور التكنولوجيا وانتشار الألعاب الرقمية.
ودعا السيد الشكاف إلى بدل الجهود والتدخل للحفاظ على الألعاب الشعبية عبر تنظيم المهرجانات والمسابقات التي تبرز مكانة وقيمة هذه الألعاب والسعي لإدخالها في المناهج التعليمية لتعريف الأجيال الجديدة بها.
أما عمدة منطقة طوانو بمدينة ريجيو إميليا (إيطاليا)، ليوناردو بيروجي، فعبر، في تصريح صحفي، عن سعادته بالمشاركة في هذا المهرجان، وانبهاره بحسن الحفاوة والاستقبال، مشيرا إلى أن إيطاليا تشارك في هذه التظاهرة بفرقتين للألعاب الشعبية، تقدمان لعبتين لهما تاريخ عريق.
وتميز حفل الافتتاح، الذي احتضنته ساحة محمد السادس، بتنظيم عروض متنوعة للألعاب الشعبية قدمتها فرق من المغرب (السيك، كبيبة، لوزرار)، ومصر (الحجلة)، وإيطاليا (لارودزولا، بوتشا ألونغا)، بالإضافة إلى تقديم فقرات موسيقية من التراث المحلي. وتتواصل فعاليات هذه التظاهرة التي ستختتم اليوم الاثنين، بتنظيم سباق "كيلومتر السلام والوئام"، وعروض للفرق المشاركة في الألعاب الشعبية.