المغرب واضطلاعه بدور محوري في البناء الإفريقي


المغرب واضطلاعه بدور محوري في البناء الإفريقي
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      في حوار مع  أستاذ الفلسفة بجامعة كولومبيا بنيويورك، سليمان بشير ديان، اليوم الخميس 8 فبراير 2024  بمراكش، أكد أن المغرب، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يضطلع بدور محوري في البناء الإفريقي على كافة المستويات. حيث قال، على هامش الدورة الثانية لمهرجان الكتاب الإفريقي بمراكش، إن "المغرب لديه سياسة موجهة بحزم نحو البناء الإفريقي، وخاصة نحو الجنوب"، موضحا أن "هذه السياسة التي انتهجها صاحب الجلالة الملك محمد السادس هي استمرار لسياسة المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني".

و"أنا سعيد لكون المغرب له سياسة موجهة بوضوح نحو البناء الإفريقي، ويبدو لي أنه على المستوى الفكري والإبداعي يعد مهرجان مراكش للكتاب الإفريقي تجسيدا لهذا التوجه"، كما صرح بذلك السيد ديان، معتبرا أن المملكة تضطلع حقا بدورها باعتبارها محطة التقاء ولكونها بلدا متوسطيا ومتجذرا في القارة.

وتابع القول، إن هذا الأمر يتجسد على عدة مستويات، لا سيما من خلال الحضور المغربي في مختلف البلدان الإفريقية، مشيرا إلى التواجد القوي للمملكة في بلده السنغال في عدة مجالات، ولا سيما على المستوى الروحي والمبادلات الكثيفة الممتدة منذ قرون، وحضور المغرب على المستوى الإفريقي يتميز بدينامية كبيرة موجهة نحو المستقبل، مستدلا في هذا الصدد بتواجد المؤسسات البنكية والمالية في السنغال والتزام المملكة المغربية الثابت وتصميمها المستمر على الاضطلاع بأدوار مهمة في البناء الإفريقي وفي السوق المشتركة لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.

وبعد إبرازه أهمية المهرجان وثراء برنامجه، سلط المفكر السنغالي الضوء على خصوصية مدينة مراكش التي تحتضن هذا الحدث، معتبرا المدينة الحمراء بوابة الصحراء وأرض لقاء الأفارقة، وأنها  " تظل فضاء للإبداع والتأمل والفكر الإفريقي بامتيا،  فالمدينة تخبرنا عن حاضر قارتنا ومستقبلها"، لافتا إلى أن "مستقبل إفريقيا سنبنيه بالاتكاء على العلاقات الأفقية الداخلية التي سنقيمها بيننا". "فهذه هي الطريقة التي سنتجه من خلالها إلى إفريقيا موحدة، إفريقيا التي جزأها الاستعمار. وهذا هو الطريق الذي يجب أن نسلكه لتطوير قارتنا".

يشار إلى أن هذا المهرجان، الذي تنظمه جمعية "نحن فن إفريقيا" (We Art africains) إلى غاية 11 فبراير الجاري، يروم الاحتفاء بالأدب والثقافة الإفريقيين، حيث بإمكان الجمهور من مختلف الأعمار المشاركة في فعاليات المهرجان والولوج بالمجان إلى جميع المواقع المحتضنة لأنشطته، من أجل تقريب الثقافة والفن من المشاركين.

ويلتئم في هذا الموعد الثقافي، الذي أسسه كل من الكاتب والفنان التشكيلي ماحي بينبين، والصحفية فاطماتا ساكنا، والباحثة الجامعية حنان الصايدي، والفاعل الثقافي يونس أجراي، عدد مهم من الكتاب والمفكرين والمثقفين من كل إفريقيا وجاليتها في مختلف أنحاء المعمور.

اترك تعليقاً