القطب الرقمي للفلاحة والغابات ومرصد الجفاف منصة لتحديث الفلاحة بالمغرب
أضحى التحول الرقمي، اليوم، رافعة أساسية لتطوير العديد من قطاعات الأنشطة، لا سيما القطاع الفلاحي، وذلك انسجاما مع تفعيل استراتيجية الجيل الأخضر.
ويروم إدماج الرقمنة في القطاع الفلاحي تحديث الممارسات الزراعية وتحسين حياة الفلاحين المغاربة، في استجابة مباشرة لأهداف ركيزتي استراتيجية الجيل الأخضر، التي تجسد التزام القطاع الوصي بفلاحة حديثة، ومستدامة ومبتكرة.
ومن هذا المنطلق، بادرت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات إلى إحداث القطب الرقمي للفلاحة والغابات ومرصد الجفاف، بهدف دعم خارطة طريق استراتيجية الجيل الأخضر، من خلال رقمنة 50 بالمائة في القطاع الزراعي وبلوغ 2 مليون مزارع مستفيد من الربط بخدمات الرقمنة بحلول سنة 2030.
ويتمحور القطب حول أربعة مكونات، تهم رقمنة القطاع الفلاحي والغابوي، ومرصد الجفاف، والتعاون جنوب-جنوب، وكذا مركز إدماج النساء في العقار المخصص للزراعة.
ولتحقيق ذلك، يعتزم القطب الرقمي للفلاحة، على الخصوص، تعزيز منظومة الابتكار والبحث في مجال الفلاحة الرقمية، وإنتاج وإتاحة معطيات ذات فائدة حول الجفاف وتطوره والتنبؤ به، وتنمية وتعزيز القطاعات الفلاحية في بلدان الجنوب، من خلال برامج لتبادل الخبرات وتقاسم الموارد، فضلا عن إحداث مرصد معطيات حول الأراضي قائمة على النوع؛ ودعم النساء من أجل ممارسة حقوقهن في امتلاك الأراضي الزراعية والدفاع عنها والنهوض بسياسات عمومية تراعي النوع الاجتماعي.
ويعد القطب الرقمي، الذي تم إحداثه السنة الماضية، مجموعة ذات منفعة عامة تتكون من 12 جهة فاعلة تمثل القطاعين العام والخاص، تتجلى مهمتها في تدبير التحول نحو فلاحة 4.0، محفزة للشباب، وجاذبة للاستثمار، وتشجع على إحداث وتطوير مقاولات ناشئة مغربية قادرة على المنافسة على الصعيدين الوطني والدولي، حسبما أكدت مديرة القطب، لبنى المنصوري، في كلمة لها خلال إطلاق النسخة الأولى من "يوم الفرس الرقمي"، المنظمة على هامش النسخة الـ 15 لمعرض الفرس بالجديدة.
وقالت السيدة المنصوري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، إن: "القطب الرقمي للفلاحة والغابات ومرصد الجفاف يتموقع كمركز تقارب لتسريع بروز منظومة فلاحية رقمية منظمة وفاعلة".
ولدعم مختلف المهام الموكولة للقطب، تم تخصيص جناح لهذا الأخير في معرض الفرس بالجديدة (1-6 أكتوبر)، الذي بلغ هذه السنة دورته الـ 15.
وهكذا، يستمتع زوار المعرض، هذه السنة، بعروض تكنولوجية في جناح القطب الرقمي، مخصصة لقطاع الخيول، يكتشفون، من خلالها، تطبيقات مختلفة لابتكارات رقمية تهم القطاع. وتشكل فرصة، أيضا، لمشاهدة والاطلاع عن كثب عن كيفية اشتغال هذه المؤسسة وأساليب عملها.
ومن خلال العمل مع عدد من المقاولات الناشئة البارزة، يتيح جناح القطب الرقمي للفلاحة كاميرات ذكية لمراقبة الخيول مباشرة، وروبوت محادثة ثلاثي اللغات يعتمد على الذكاء الاصطناعي، ويقدم مساعدة شخصية على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع للمربين ومديري الإسطبلات، وحزمة برامج للإدارة المندمجة للإسطبلات، فضلا عن روبوت متصل لإدارة تغذية الخيول، ومحاكاة تعليمية ثلاثية الأبعاد، ومنصة حول علم تشريح الخيول، من خلال نمذجة واقعية ثلاثية الأبعاد.
وسلط كارلوس فويليمين، من مكتب الابتكار التابع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، الضوء على التعاون القائم بين المنظمة والقطب الرقمي لتطوير الفلاحة بالمغرب، والذي يندرج في إطار استراتيجية الجيل الأخضر 2023، مشيرا إلى أن مكتب الابتكار التابع للفاو "سعيد للغاية" بتمكنه من دعم وتيسير تنظيم معرض الفرس، وهي التظاهرة التي تسلط الضوء على الابتكارات الرقمية في القطاع الفلاحي، والذي ما فتئ يتطور بالمغرب.
وتشهد الدورة الـ 15 للمعرض الدولي للفرس للجديدة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحت شعار: "تربية الخيول في المغرب.. الابتكار والتحدي"، تنظيم مجموعة من الأنشطة المرتبطة بالخيول، في إطار مسابقات وعروض رفيعة المستوى، إلى جانب ندوات وورشات وموائد مستديرة سيكون الحصان محورها.
وأضحت هذه التظاهرة، التي تنظمها جمعية معرض الفرس، منصة لا محيد عنها للقاء والتبادل بين مختلف المتدخلين في قطاع تربية الخيول، حيث تمكن من إبراز غنى الموروث الثقافي للفروسية بالمملكة والاستعمالات المتعددة للفرس في المجالات الرياضية، والثقافية والاحتفالية.