الشعر الإفريقي-العربي يصدح بتطوان


الشعر الإفريقي-العربي يصدح بتطوان صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      نظمت دار الشعر بتطوان، مساء يوم الاربعاء بمدرسة الصنائع والفنون الوطنية، أولى دورات "ملتقى الشعر الافريقي"، الذي يروم الغوص في العمق الافريقي للشعرية العربية من خلال الانصات لتجارب ثلة من الشعراء الافارقة.

وأحيا أولى محطات هذا الملتقى كل من الشاعر السينغالي محمد أمين جوب، والشاعرة خديجة السعيدي من المغرب، والشاعر النيجيري حميد أديمي، والشاعر المالي صوري إبراهيم تراوري، والشاعرة فاطمة الميموني من المغرب، والشاعر النيجيري حبيب الله تيتيلوبي زبير، بينما قدمت مجموعة كناوة تطاون برئاسة المعلم زهير أفيلال وصلات موسيقية من الفن الكناوي.

وافتتح الشاعر محمد أمين جوب، صاحب المركز الرابع في مسابقة أمير الشعراء في موسمها الثامن وصاحب جائزة أحسن شاعر سينغالي يكتب باللغة العربية سنة 2017، الجلسة الأولى لهذه الأمسية الشعرية الافريقية الباذخة، بإلقاء قصائد من دواوينه "ظل مؤقت لجسد مؤجل"، و"الجالسون على كرسي أخيلة" و"ما تشظي من نشيد الكف"، وهي قصائد حلقت في سماء الابداع والثقافة والتراث الافريقي.

ثم ألقت الشاعرة المغربية القادمة من مدينة فاس، خديجة السعيدي، قصائد مفعمة بالجب والجمال من دواوينها "شهقتان" و "ورد من دم عربي" و"تلك القوافي"، قبل أن يختتم الجلسة الأولى الشاعر النيجيري حميد أيمي بإلقاء بعض من قصائده، ومن ضمنها قصيدته الرائعة "كعشق لا ينتهي".

أما الجلسة الثانية من هذا الملتقى الشعري، الذي تابع فقراته جمهور ذواق ومتعطش للشعر والجمال، فافتتحها الشاعر المالي إبراهيم تراوري، الذي سافر بجمهور دار الشعر بتطوان إلى تضاريس القارة الافريقية، خاصة من خلال قصيدته "أمي مطلقة"، لتعتلي بعده منصة الشعر ابنة مدينة مرتيل الشاعرة فاطمة الميموني التي شنفت مسامع الجمهور بقصائد روحية من ديوانها الأخير "سبحة".

وكان مسك ختام الفعالية الشعرية الباحث في سلك الدكتوراه بجامعة محمد بن عبد الله بفاس والشاعر النيجيري حبيب الله تيتيلوبي زبير الذي ألقى قصائد شجية وأخرى مدوية، منها على الخصوص قصيدة "سكرات البوح".

بالمناسبة، أبرز مدير دار الشعر بتطوان مخلص الصغير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن ملتقى الشعر الافريقي موعد جديد تضربه المؤسسة الأدبية للإنصات الى أصوات شعرية قادمة من عمق إفريقيا، مضيفا أن "ما يميز هذه الأصوات هي الايقاعات الجديدة وأخيلة وتصورات وتجارب متنوعة شتى".

وأشار إلى أن النظم العربي اليوم له أفق جديد، قادم من هذا العمق الافريقي، وأن الشعراء الافارقة الذين يكتبون بالعربية والقادمون من الدول غير ناطقة بها، أضافوا للشعرية العربية الكثير في المشهد الشعري اليوم بفضل مرجعياتهم الثرية والمتنوعة والخصبة، مشيرا إلى أن هذا الملتقى هو فرصة للشعراء المغاربة للالتقاء بإخوانهم الشعراء المنتمين لدول جنوب الصحراء، والجامع بينهم انتماءهم لهذه القارة الشعرية بامتياز.

 يذكر أن هذه التظاهرة تعد منبرا أدبيا للاحتفاء بتجربة الشعر الإفريقي المكتوب باللغة العربية في الدول غير الناطقة بها، والحال أن الشعر المغاربي والمصري والسوداني، مثلا، إنما هو شعر إفريقي، ليس بالانتساب الجغرافي وحسب، وإنما بنمطه وإفريقيته وإيقاعاته الخاصة، كما في طاقاته التخييلية وخصوصياته التصويرية.

كما أن الشعر الإفريقي العربي في الدول غير الناطقة بالعربية يمثل، حسب ورقة تقديمية للملتقى، امتدادا للشعرية العربية في عرض القارة الأم، ليضاهي اليوم ما كتبه الشعراء الأفارقة في هذه الدول بالفرنسية والإنجليزية والبرتغالية، على غرار ليوبولد سيدار سنغور وول سوينكا وكيتا فوديبا ورابريفيليو وباتريس كايو وكوفي آوونر وجان ماري أديافي وفيرا دوراتي وإيلين باربوسا وعبد الرزاق جرنة وكوليكا بوتوما وأوديتي سيميدو ونابو ماشين ... وغيرهم.

وحسب المصدر نفسه، لئن كان الرعيل الأول من الشعراء الأفارقة قد كتب الشعر بالعربية في القرون الماضية، بفعل الصلات التي ربطتهم بالمغاربة منذ قرون، فإن شعراء الجيل الإفريقي الجديد الذي يكتب بالعربية إنما تابع دراسته في الجامعات المغربية، أو في جامعات عربية أخرى، على غرار الشعراء المشاركين في هذه الدورة من ملتقى الشعر الإفريقي.

اترك تعليقاً