الرئيس غوستافو بيترو في قلب العاصفة
يواجه الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو أخطر أزمة سياسية في فترة ولايته هذا الأسبوع بعد أن كشف سفيره السابق لدى فنزويلا أن عصابات تهريب المخدرات الكولومبية قد تكون ساهمت في حملته الانتخابية الرئاسية.
وبدأت مخاوف الرئيس بيترو مباشرة بعد أن تعرض السفير السابق في فنزويلا وصانع فوز بيترو بالرئاسيات، أرماندو بينيديتي، لضغوط مهينة لتقديم استقالته، دون أن يظهره رئيس الدولة مراعاة ولا دعما له.
في التسجيلات الصوتية التي نشرتها مجلة "سيمانا"، يهدد أرماندو بينيديتي بشكل خاص بنشر جميع المعلومات التي في حوزته للعموم حول المصدر المشبوه للتمويل الذي تم الحصول عليه لحملة بيترو الانتخابية.
التسجيلات المرسلة إلى مديرة مكتب الرئيس، لورا سارابيا (أجبرت على الاستقالة)، كشفت "الأسرار" المحيطة بتمويل الحملة الرئاسية.
واستنكر بينيديتي، بنبرة شديدة الخطورة والعدائية، المعاملة المهينة التي تعرض لها من قبل الرئيس وذكره بمبلغ 3.5 مليون دولار الذي جمعه السفير السابق لفادة حملته الرئاسية.
وسارع رئيس الدولة الغاضب على الفور بالقول بأنه لم يتلق تمويل ا من تجارة المخدرات أبد ا وأنه يرفض أي "ابتزاز" من حليفه السابق.
في التسجيلات الصوتية التي تلقتها مديرة مكتب بيترو، صرح بينيديتي بوضوح أنه إذا كشف "الأسرار" التي بحوزته "سنغرق جميعا، وسنذهب جميع ا إلى السجن".
وتسببت هذه التسريبات التي تم الكشف عنها نهاية الأسبوع الماضي في موجة صادمة في جميع أنحاء البلاد وانبرى العديد من السياسيين من أجل بدء محاكمة سياسية في الكونغرس للحصول على تفسيرات الرئيس.
وأعلن فيكو غوتيريز، المرشح الرئاسي السابق وزعيم المعارضة في كولومبيا، عن تقديم "شكوى أمام لجنة الاتهامات في مجلس النواب" بشأن جرائم محتملة تتعلق بالتمويل غير القانوني لحملة بيترو الرئاسية "، مضيف ا أنه إذا تم تأكيد هذه الشكوك فإن "هذه الحكومة لن تكون غير شرعية فحسب، بل غير قانونية أيضا".
وقال وزير التعليم السابق أليخاندرو غافيريا، الذي أقاله بيترو في فبراير الماضي، إنه في مواجهة أزمة الثقة هذه، "يأمل الكولومبيون في موقف معقول وشفاف".
وقالت عمدة بوغوتا، كلاوديا لوبيز، لرئيس الدولة: "الرئيس بيترو! البلد كله ينتظر منك ردا جادا وشاملا وليس تغريدة استفزازية ومراوغة. لا يتعلق الأمر بشخصك فحسب، ولكن ولايتك وحكومتك على المحك".
وبدوره حذر سيرخيو فاخاردو، مرشح رئاسي سابق آخر، رئيس الدولة من أنه إذا لم يتدارك الأمر بسرعة، "ستتحول كولومبيا إلى مذبحة".
يبدو أن التسجيلات الصوتية التي فجرها بينيديتي ليست سوى الشجرة التي تخفي غابة التجاوزات التي راكمتها حكومة بيترو حتى قبل تنصيبه في 2022.
وينضاف ذلك إلى الفضيحة التي اندلعت في مارس الماضي بشأن الأموال التي جمعها نجل بيترو من منظمات تهريب المخدرات لصالح حملة والده.
في اللغة العسكرية، يمكن تشبيه هذه التسجيلات الصوتية بالنيران الصديقة، لكنها تبدو في الساحة السياسية أشبه بأغنية البجعة لولاية غوستافو بيترو كزعيم لكولومبيا.