الذكاء الاصطناعي في خدمة الاستقلالية في عالم يسوده التشغيل الآلي


الذكاء الاصطناعي في خدمة الاستقلالية في عالم يسوده التشغيل الآلي
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

Warning: Undefined array key "editeur" in /home/zktecow/africa4press/article.php on line 408

      يحتفي المغرب، على غرار دول العالم، باليوم العالمي للتعليم، الذي يعد مبادرة أممية تسلط الضوء على الدور المحوري للتعليم في تعزيز السلام والتنمية، وذلك في سياق يتسم بتحولات عميقة ناجمة عن طفرة الذكاء الاصطناعي.

واختارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، هذا العام، موضوع "الذكاء الاصطناعي والتعليم: الحفاظ على التدخلات البشرية في عالم يسوده التشغيل الآلي"، لتسليط الضوء على التحديات، وكذا الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لقطاع التعليم.

إن الاعتراف به عالميا باعتباره حقا أساسيا من حقوق الإنسان، ومنفعة عامة، ومسؤولية جماعية، يعدا لأساس الذي تقوم عليه المجتمعات المسالمة والعادلة والمستدامة.

وعلى الرغم من التقدم الكبير المحرز، خلال العقود الأخيرة، فإن هناك عقبات ما تزال قائمة،فوفقا لليونسكو، فإن أكثر من 244 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس حاليا، و617 مليون طفل ومراهق لا يتقنون المهارات الأساسية في القراءة أو الرياضيات، وهو ما يؤكد الحاجة الملحة للاستثمار في أنظمة تعليمية شاملة وعادلة قادرة على إعداد المتعلمين لمواجهة تحديات العصر.

كما أحدث النمو السريع للذكاء الاصطناعي تحولات كبيرة في مختلف جوانب الحياة اليومية، بما في ذلك التعليم، إذ توفر التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي أدوات مبتكرة للتعليم والتعلم، من قبيل المدرسين الافتراضيين، ونظم التقييم الآلي، ومنصات التعلم المتكيفة، بحيث توفر هذه الابتكارات إمكانية تحسين الكفاءة البيداغوجية، وتخصيص المسارات التعليمية حسب الاحتياجات الفردية للتلاميذ.

وذلك، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم يثير تساؤلات محورية بشأن استقلالية المتعلمين ودور المدرسين.

وعن هذا الدمج، قالت أستاذة متقاعدة، أن إدماج الأدوات الرقمية، قد غير بشكل كبير أساليب التدريس والتعلم على مر السنين، وأن "ظهور التكنولوجيات الرقمية أدى إلى تغيير طريقة ولوج التلاميذ للمعلومات وتفاعلهم مع المعرفة. هذا الأمر يتيح فرصا كبيرة، لكنه يطرح أيضا تحديات تتعلق بالتفكير النقدي والاستقلالية".

فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يشكل أداة تربوية فعالة، لكنه لا ينبغي أن يعوض المعلم أو التفاعل البشري الضروري لتطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية لدى التلاميذ، مشددة على ضرورة الحفاظ على التوازن بين استخدام التكنولوجيا وحماية القيم الأساسية للتعليم.

إلا أن موضوع، هذا العام، يدعو إلى إعادة التفكير في المقاربات التعليمية من خلال تسليط الضوء على عدد من الأولويات.

فقد أكدت "اليونسكو" على أهمية دمج التعليم في تقنيات الذكاء الاصطناعي، من أجل تلقين المتعلمين مبادئ واستخدامات والتبعات المترتبة عن هذه الأدوات في سياقات مختلفة.

كما يعد تعزيز المهارات الإنسانية، مثل التفكير النقدي والتعاون وروح التعاطف، أمرا ضروريا، حيث لا يمكن الاستغناء عن هذه المهارات مقابل الآلات.

ويعتبر الولوج العادل إلى الموارد الرقمية أمرا ضروريا لتقليص الفجوة التكنولوجية، وتمكين التلاميذ من فرص تعليمية متكافئة.

ويشكل الاحتفاء باليوم العالمي للتعليم لهذه السنة فرصة لإعادة تأكيد التزام الحكومات والمؤسسات التعليمية والمجتمع المدني بتعزيز تعليم ذي جودة، وشامل يتناسب مع متطلبات القرن الحادي والعشرين.

كما أنه، من خلال دمج الذكاء الاصطناعي على نحو مناسب في النظم التعليمية، يصبح من الممكن بناء مستقبل تتكامل فيه التكنولوجيا والتعليم بانسجام خدمة للتنمية البشرية.

اترك تعليقاً