الدولي السابق عبد العالي الزهراوي يتحدث عن كأس إفريقيا 1976


الدولي السابق عبد العالي الزهراوي يتحدث عن كأس إفريقيا 1976 صورة - أ.4.ب
أفريكا فور بريس - نجيب السجاع

      في لقاء حصري لجريدة "أفريكا فور بريس" مع اللاعب الدولي السابق ولاعب المغرب الرياضي الفاسي خلال السبعينيات من القرن الماضي: الحاج عبد العالي الزهراوي الذي اشتهر في زمانه بأناقته في اللعب، وهدوئه وقوة شخصيته. حيث عرف بتسديداته القوية المرعبة للحراس، والعرضيات الدقيقة والمركزة بكلتا قدميه وخاصة القدم اليسرى الساحرة. في اتجاه الأجنحة الحاج عبد الله التازي، والحاج رضوان الكزار أو في اتجاه قلب الهجوم حميد خراك. كما تميز بمراوغاته وتقنياته العالية التي لطالما أطرب بها الجماهير الغفيرة التي كانت تحب اللعب الجميل والممتع، فتح صدره للجريدة. فعن سؤال حول أسباب الفوز باللقب الإفريقي الوحيد سنة 1976، أجاب كالتالي:

الفضل بالدرجة الأولى في إحراز ذلك اللقب يرجع إلى رئيس الجامعة آنذاك المرحوم لكولونيل "بلمجدوب". لأنه وببساطة، منذ العودة من المشاركة المشرفة للمنتخب الوطني في كأس العالم ميكسيكو 1970، اتخذ قرارا جريئا بتشبيب المنتخب الوطني حيث كنا ضمنه أنا والمرحوم الهزاز والتازي والكزار إلى جانب كل من فرس وعسيلة وسماط وبابا والنجاح وآخرون. تم إدخالنا في تربصات مستمرة بمدينة المحمدية، تبدأ من الإثنين حتى الجمعة، ليعود  كل اللاعبين إلى فرقهم، حتى يلعبوا مباريات البطولة يوم الأحد. ثم يعودوا إلى تربص جديد بالمحمدية انطلاقا من يوم الإثنين الموالي، وهكذا حتى سنة 1976.مع مشاركتنا في عدة تظاهرات قبل اللقب ،في الألعاب الأولمبية بميونيخ سنة 1972.وكأس إفريقيا 1972 بالكاميرون ،والذي كنا سنفوز به لولا سوء الحظ الذي عاكسنا ،حيث خسرنا بالقرعة. مع معانات كثيرة عانيناها من التحكيم في تلك الدورة. ثم مقاطعتنا لكأس العالم بألمانيا سنة 1974، احتجاجا على الظلم الذي طالنا إفريقيا. استغلته الزايير لتعويضنا إلا أنها خسرت مباراتها الأولى من اسكتلاندا بهدفين نظيفين والمباراة الثانية أمام منتخب يوغوسلافيا بحصة جد ثقيلة (9-0). والمباراة الثالثة بثلاثة أهداف نظيفة أمام المنتخب البرازيلي. ثم مشاركتنا في منافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط بالجزائر سنة 1975.

فمشاركاتنا هذه وتربصاتنا المستمرة هي التي جعلت من منتخبنا فريقا متلاحما قويا على جميع المستويات. إلا أننا لم نكن لنشارك في هذه التظاهرة نظرا لعدة أسباب، أهمها عدم توفر الجانب المادي لدى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. لولا أن طلبتنا السعودية للعب ضد منتخبها وديا واشترط عليها الكولونيل بالمجدوب رحمه الله، التكفل بكل مصاريف النقل والإقامة لمنتخبنا بالكأس الإفريقية بإثيوبيا. فقبلت بالعرض. وبعد ما أجرينا المقابلة الودية ضد السعودية، اتجهنا إلى إثيوبيا عبر مصر، التي قضينا بها ليلة واحدة، إلا أنه وفي ظل قلة الإمكانيات المادية المتوفرة لدى جامعتنا آنذاك، اضطررنا إلى المبيت عند بعض الأسر المصرية داخل بيوتها بعدما تم توزيعنا إلى مجموعات من خمسة أفراد. ثم سافرنا بعد ذلك إلى إثيوبيا. وهناك صادفتنا عدة مشاكل، على مستوى الإقامة، ووسائل النقل والتغذية والطقس، إلى غير ذلك. إلا أنه وبعزيمة الرجال والاتحاد، لاعبين وطواقم ومسيرين، استطعنا الصبر والمثابرة حتى وفقنا الله بإحراز ذلك اللقب. وهذا باختصار شديد.

وعن سؤال حول حظوظ منتخبنا الوطني الذي يشارك حاليا في منافسات كأس إفريقيا للأمم 2023 بالكوت ديفوار أجاب الزهراوي أن كل المؤشرات التي ترشح منتخبنا للظفر باللقب متوفرة إن على مستوى جودة اللاعبين ودهاء وتجربة المدرب والطواقم المحيطة به وكذا الإمكانيات اللوجيستيكية والمعنوية التي توفرها الجامعة الوصية.

وختم كلامه بالشكر للجريدة وطاقمها. وبالتوفيق للمنتخب الوطني لإحراز اللقب الثاني في تاريخ الكرة المغربية.

اترك تعليقاً