التاريخ والذاكرة المشتركة لإفريقيا في لقاء بمراكش
سلط لقاء، نظم اليوم الجمعة بالمدينة الحمراء، في إطار الدورة الثالثة لمهرجان الكتاب الإفريقي بمراكش، الضوء على الروابط التاريخية والثقافية لإفريقيا بين التاريخ والذاكرة المشتركة.
وأكد المشاركون، في هذا اللقاء، أن إفريقيا ظلت دائما متصلة، لاسيما من خلال المسافرين والمبادلات التجارية، مشيرين إلى أن الهوية الإفريقية تعد بناء ديناميكيا تغذيه الذاكرة المشتركة والحوار بين الثقافات.
وأبرزوا ضرورة إعادة تفسير التاريخ الإفريقي عبر وجهات نظر مختلفة، مع التأكيد على أهمية النموذج الكاريبي في إعادة تشكيل الهويات الإفريقية، معتبرين أنه لا يمكن النظر للتاريخ على نحو ثابت ولكن يتعين إدماج تعددية الروايات والتجارب.
وأوضح الكاتب السنغالي، فيلوين سار، في هذا الصدد، أن العديد من المؤرخين الأفارقة عادوا إلى تناول الموضوع بعد الاستقلال، مشددا على أهمية "إعادة تصور" الفضاءات المجتمعية.
وأكد أن جهود إعادة الكتابة تسمح للبشرية بالارتقاء إلى مستوى آخر، من خلال تعزيز استرجاع المعرفة وإعادة تملكها وبنائها، كما شدد على ضرورة إعادة إنشاء مساحات للحوار بين الأجيال وإعادة تثمين الأشياء باعتبارها أماكن معرفية تؤطر المعرفة والخبرة.
من جهته، أبرز المؤرخ السنغالي، مامادو ضيوف، أهمية تصور الذات في القارة الإفريقية، مشيرا إلى أنه من الأهمية بمكان تجنب الانغلاق على الهوية.
كما شدد على أهمية بناء خطاب تاريخي وهوياتي يتلاءم مع الرهانات الحالية، معتبرا أنه يتعين دائما تصور التاريخ في صيغة الجمع من أجل دمج تنوع الروايات والمسارات الإفريقية.
من جانبها، اعتبرت الصحفية فاليري مارين لاميزلي، أن النموذج الكاريبي، يعد أساسيا في تاريخ الفكر الإفريقي برمته، مؤكدة أن تقاسم الذاكرة أمر ضروري للشعوب لإقامة روابط دائمة، مضيفة أن النضال من أجل إعادة الاعتراف بالذاكرة، يضطلع بدور حاسم في بناء المجتمعات المعاصرة.
ويروم مهرجان مراكش للكتاب الإفريقي، الاحتفاء بالأدب والثقافة الإفريقيين، من خلا الإتاحة للجمهور من مختلف الأعمار، المشاركة في فعالياته والولوج بالمجان إلى جميع المواقع المحتضنة لأنشطته، من أجل تقريب الثقافة والفن من المشاركين.
وتهدف هذه التظاهرة الثقافية، التي أضحت حدثا ثقافيا مميزا، إلى المساهمة في التأثير الثقافي والفني بإفريقيا، من خلال إبراز ثراء أدبها وفنونها.
كما يسعى المهرجان، الذي تنظمه جمعية "نحن فن إفريقيا" (We Art africains)، إلى تشجيع الثقافة والكتابة ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال الفن.