يوم دراسي بالدار البيضاء حول وضعية الأمهات العازبات في المغرب وتونس ومصر
نظمت المؤسسة الوطنية للتضامن مع النساء في وضعية صعبة "إنصاف"، بشراكة مع جمعية "باتيك" الدولية، يوم الخميس بالدار البيضاء، يوما دراسيا حول وضعية الأمهات العازبات، بمشاركة خبراء وفاعلين مجتمعيين من المغرب وتونس ومصر.
وتميز اللقاء بتبادل للأفكار والنقاشات المثمرة، متناولا التحديات الرئيسية التي تواجه الأمهات العازبات في هذه البلدان الثلاث، لاسيما تلك المتعلقة بالوصم الاجتماعي والإطار القانوني والصعوبات الاجتماعية والاقتصادية.
وسلط المنظمون الضوء على ورش تعديل مدونة الأسرة بالمغرب، الذي انطلق منذ 2022، مشيرين إلى أن هذا الورش حقق "تقدما مهما في مجال حماية حقوق الأمهات العازبات وأطفالهن"، كما تطرقوا إلى العديد من التحديات التي لا تزال قائمة في هذا المجال، خاصة على المستوى القانوني.
وأبرزوا، كذلك، المكاسب التي حققها الدستور المغربي لسنة 2011، والذي يكفل المساواة في الحماية القانونية والاجتماعية لجميع الأطفال بغض النظر عن وضعهم العائلي.
وقد استعرضت رئيسة جمعية "إنصاف"، إنجازات الجمعية التي تمكنت، خلال 25 سنة، من مساعدة أكثر من 12 ألف أم عازبة، مشيرة إلى أن الجمعية استقبلت حوالي ألف طلب مساعدة، خلال سنة 2024 وقدمت 3.200 خدمة (تصريح بالحالة المدنية، عقود زواج، اعتراف بأبوة...).
وأكدت سراهيا غوتريز، مديرة جمعية "باتيك" الدولية، استنادا إلى معطيات المندوبية السامية للتخطيط، أن التركيبة العائلية تشهد تغيرات مستمرة، خاصة في ما يتعلق بارتفاع نسبة الأسر أحادية الأب أو الأم بنسبة 1,5 في المائة، مضيفة أن هؤلاء النسوة يواجهن عقبات ثقافية ودينية تحول دون ولوجهن للخدمات الأساسية.
وأوضحت أنه، في فرنسا، على سبيل المثال، تعيش نسبة 39 في المائة من الأسر أحادية الأم أو الأب، والتي تسيرها نساء، تحت خط الفقر، مشيرة إلى أن الصعوبة الرئيسية التي تواجهها عادة الأمهات العازبات في العالم هي الهيكل الأبوي الذي يفاقم وضعيتهن ويعرضهن للفقر والهشاشة.
كما أكدت أن إحدى المشاكل الرئيسية التي تواجهها الأمهات العازبات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تتمثل في العراقيل الإدارية وصعوبة الولوج إلى الخدمات الاجتماعية، مما يذكي التمييز في مجال التوظيف ويتسبب في الهشاشة الاقتصادية.
ويهدف هذا اللقاء إلى دراسة تجارب المغرب وتونس ومصر، وتسليط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف في ما يخص المشاكل التي تواجهها الأمهات العازبات في هذه البلدان. ومن المتوقع أن يساهم تبادل الخبرات والأفكار في تحديد السبل الكفيلة بتحسين أوضاع هذه الفئة من النساء وأطفالهن.