استعراض جهود المغرب لحماية الساحل في ذبلن
بمناسبة احتفال إيراندا بالذكرى العاشرة لإعلان غالواي، بمناسبة عقد من التعاون في مجال البحوث البحرية في المحيط الأطلسي، سلط السيد لحسن المهراوي سفير المملكة المغربية في إيراندا الضوء على جهود المملكة في حماية السواحل و تعزيز البحوث البحرية. حيث أكد السيد المهراوي على أن المغرب يحتل موقعا جغرافيا خاصا في شمال غرب القارة الإفريقية، بساحل يتميز بواجهتين بحريتين كبيرين تمتدان على 3500 كلم، وبمساحة بحرية تناهز مليون كيلومتر مربع.
وأشار خلال هذا اللقاء المنظم بمشاركة اللجنة الأوروبية والحكومة الأيرلندية والمعهد
البحري وجامعة غالواي، إلى أن هذه المجموعة الجغرافية الثرية شكلت منذ فترة طويلة
ركيزة من ركائز التنمية في البلاد، وتطرح تحديات كبيرة عندما يتعلق الأمر
بالاستجابة لتغير المناخ والحفاظ على المحيطات والتنمية الاقتصادية البحرية
المستدامة.
ويؤكد أن الهدف هو تعزيز التنمية الشاملة والمستدامة والفعالة لساحل البلاد، وذكر
السفير بأن الحكومة أطلقت العديد من الاستراتيجيات الوطنية، مثل المخطط الوطني
للتدبير المندمج للسواحل، قصد التوفيق بين حماية البيئة والنشاط الاقتصادي.
وتابع الدبلوماسي أن المغرب أيضا رائد في حماية النظام الإيكولوجي البحري الكبير
لتيار الكناري، حيث يتعاون مع ستة بلدان في شمال غرب إفريقيا لإدخال نهج النظام
الإيكولوجي لإدارة المحيطات، مبرزا أن المملكة منخرطة بنشاط في مبادرة
"الموانئ الزرقاء" بقيادة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)
وحققت نتائج ملحوظة في هذا الصدد. وأن مشاركة المغرب في مؤتمر الأمم المتحدة
للمحيطات في البرتغال عام 2022 تعد شهادة
على التزامها بالعلوم والتكنولوجيا.
وللذكر فإن المغرب على المستوى الدولي ، وقع مع الاتحاد الأوروبي في العام 2020
تفاهما إداريا للتعاون في البحث والابتكار البحري، بينما وقعت المملكة في عام 2022
بواشنطن إعلان التحالف عبر الأطلسي لبحوث المحيطات والابتكار، مؤكدة التزامها
بالتنمية المستدامة للمحيطات وأهمية دراسة المحيط الأطلسي، من أجل وضع وضع حلول
مستدامة لمواجهة جميع التحديات.
هذا ما جعل المغرب يشكل بفضل موقعه الاستراتيجي على ضفتي المحيط الأطلسي والبحر
الأبيض المتوسط ، شريكا مهما في مجال علم المحيطات، ومن خلال هذا التحالف، ترغب
المملكة في تعزيز دورها كقطب للتميز الإقليمي في المجالات ذات الصلة بالتعليم
العالي والبحث العلمي، حسب السفير.
كما أن المغرب لديه مهارات وهياكل مخصصة للبحوث حول علم المحيطات، سواء في
الجامعات أو في المراكز الأكثر تخصصا مثل المعهد الوطني للبحوث البحرية.
وذكر المهراوي بأن السفارة المغربية في دبلن، ساهمت، عام 2018، في إطلاق تعاون
علمي مثمر بين جامعة ابن زهر في أكادير وجامعة غالواي. مسجلا أن هذا "التعاون
بدأ بشراكة في مجال علم الحيوان ونخطط لتوسيعه ليشمل تغير المناخ والتنوع
البيولوجي والابتكار البحري في المستقبل القريب".
ويهدف إعلان غالواي، الذي تم التوقيع عليه في عام 2013 ، بشأن التعاون من أجل
المحيط الأطلسي، بشكل خاص إلى إدارة الموارد البحرية واستخدامها المستدام، وحماية
البيئات البحرية والساحلية، فضلا عن الأمن البحري.
ويروم الإعلان إنشاء إطار لتعزيز التعاون وتحديد الإجراءات الرئيسية للمضي قدما
بشكل مشترك في البحوث حول المحيطات.