"المعمار و المقدس" ندوة دولية ضمن فعاليات مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة


أفريكا 4 بريس/ محمد نجيب السجاع

      احتضنت قاعة المؤتمرات بفندق المرنيين بفاس صباح يومه السبت ندوة ثقافية في موضوع "المعمار و المقدس"  أطرها ثلة من الأساتذة المختصين، أمثال: الأستاذة: susana calvo capilla من مدريد، في شق الديكور في الهندسة المعمارية الإسلامية. والأستاذ: محمد بلعتيق، في شق الهندسة المعمارية الإسلامية في المساجد والزوايا القروية وخاصة بجنوب المغرب. والأستاذ هشام الركيك من جامعة القاضي عياض بمراكشفي شق: الكنيس اليهودي في الفضاء المعماري المغربي. والأستاذ عبد الله فيلي من جامعة شعيب الدكالي بالجديدة في شق هندسة المغارات على عهد المهدي بن تومرت من عصر الموحدين. والأستاذ عبد الواحد بناصر من الرباط في شق: هندسة المآتم أو المدافن عبر التاريخ بالمغرب. والأستاذ، أمرير عبد السلام عن مديرية التراث الثقافي بالرباط وأكادير. والفنانان: Michael Levinas-Dnielle cohen Levinas . والدكتور ناصر آل الطايع المدير الخاص للمعرض والمكتبة الملكية والأوبرا بمسقط. 

حيث أفاض كل المتدخلين في توضيح أبحاثهم ودراساتهم ،كل حسب تخصصه .إلا أنهم أجمعوا على وجود حضارة متجذرة تاريخيا بالجنوب المغربي سواء من خلال الهندسة المعمارية الراقية المتجلية في المساجد والزوايا والكنائس والمعابد اليهودية القديمة،أو عبر دراسة ما تم اكتشافه من حفريات  داخل بعض المغاراة جنوب المغرب، والتي يرجع تاريخها إلى سنة 1100 تقريبا . إذ يتضح من خلال دراستها أن الموحديين اتخذوها في بدايتهم كمكان محصن لهم ،تتوفر بداخله كل ضروريات الحياة من أماكن إعداد الطعام، وأخرى للعبادة وأخرى من أجل مهام صناعية....  على شكل خلايا داخل المغارة ،إلا أنها لا يظهر منها خارجيا إلا ثقوب صغيرة وكأنها جحور لبعض الحيوانات. نذكر من بينها مغارة المهدي {نسبة إلى المهدي بن تومرت}، والمغارة المقدسة " إكليز" حيث وصف الأستاذ والباحث عبد الله فيلي هده الاكتشافات بالجنوب المغربي ب "الكنز الثمين"  الذي يجب صيانته والمحافظة عليه، لما يحمله من معالم وإشارات تؤرخ لحضارة ضاربة في التاريخ.

بعد كل هذه العروض والمداخلات فتح باب النقاش وطرح الأسئلة، التي أتت في مجملها مكملة لما سبق ذكره. فهناك من تساءل عن سبب عدم استدعاء بعض الصناع التقليديين المهرة والمتخصصين في فن النقش على الخشب والنحاس والجبس وما شابه ذلك حتى يغنوا مثل هذه اللقاءات بفنهم ودرايتهم. خاصة وأن مدينة فاس تعتبر رائدة في هذا المجال. ومنهم من تساءل حول دافع هيمنة اللغة الفرنسية على مثل هذه الندوات رغم حملها لشعارات تخص الحضارة الإسلامية. فجاء رد السيد ادريس مخروز مدير المهرجان مؤكدا على حرية اللغة المختارة حسب الأشخاص في ظل وجود الأجهزة الخاصة بالترجمة. مضيفا أن جل المتدخلين هم أساتذة أكاديميين يختارون اللغة المناسبة لعروضهم ومداخلاتهم وهذا لا يشكل أي مشكلة حسب تعبيره.

تبقى هذه الندوات الفكرية والثقافية من بين أهم الفقرات التي اهتم بها المنظمون منذ نشأة المهرجان إلى الآن، إلا أن تنظيمها لفترة صباحية واحدة خلال هذه الدورة ، يبقى غير كاف بالنظر لانتظارات  الكثير من المثقفين والمهتمين .

اترك تعليقاً