يوميات المونديال: مباريات اليوم الثامن من مونديال قطر


يوميات المونديال: مباريات اليوم الثامن من مونديال قطر
أفريكا 4 بريس/ محمد نجيب السجاع

      انطلق هذا اليوم بمباراة عن المجموعة الخامسة جمعت بين منتخبي اليابان وكوستاريكا فوق أرضية ملعب أحمد بن علي، انتهت بفوز مفاجئ لكوستاريكا على اليابان بهدف لصفر من تسجيل اللاعب " فولير" في الدقيقة 81. فعلا كانت نتيجة مفاجئة لأن كوستاريكا المنتصرة، انهزمت خلال مباراتها الأولى أمام الإسبان بحصة 7-0. واليابان المنهزمة فازت في مباراتها الأولى على الألمان بهدفين لواحد.

المباراة الثانية وهي التي كانت أكثر انتظارا من طرف الجماهير العربية وخاصة المغربية والتي جمعت بين المنتخب المغربي ونظيره البلجيكي. الأول تعادل خلال مباراته الأولى أمام كرواتيا بدون أهداف، والثاني فاز في مباراته الأولى أمام كندا بهدف لصفر. وللإشارة فقط لم يسبق لبلجيكا أن انهزمت أمام فريق إفريقي عبر التاريخ. هذه المباراة التي دارت أطوارها فوق أرضية ملعب الثمامة بقطر وكأنها لعبت فوق عشب مركب محمد الخامس بالدار البيضاء أو مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط بفضل الجماهير المغربية والعربية الغفيرة التي ملأت جنبات الملعب وألهبته بالأهازيج والتشجيعات طيلة أطوار اللقاء دافعة أسود الأطلس دفعا إلى تحقيق انتصار ولا في الأحلام على العملاق البلجيكي المدجج بالنجوم، والمصنف ثانيا على الصعيد العالمي حسب تصنيف الفيفا، بحصة هدفين دون رد. جاءت أطوار هذه المقابلة مختلفة بين الشوطين:-شوط أول ترك فيه المدرب وليد الركراكي الكرة والمبادرة للمنتخب البلجيكي ، مع تحصين الدفاع وملئ وسط الميدان وبالتالي إغلاق كل المنافذ أمام ديبروين ورفاقه ،والاقتصار على بعض المناورات الهجومية مرة على اليمين بقيادة زياش وحكيمي ،ومرة على اليسار عن طريق مزراوي وبوفال .-وشوط ثاني مغاير تماما حيث سمح الركراكي للاعبيه بممارسة الضغط عاليا ،وأخذ المبادرة أكثر على المستوى الهجومي ،الأمر الذي ضيق الخناق على عناصر المنتخب البلجيكي وسمح للاعبين المغاربة بالوصول إلى مرمى كورتوا في أكثر من مناسبة. فتأتى لهم تسجيل الهدف الأول عن طريق اللاعب الموهوب "الصابري"  في الدقيقة 73 عن طريق ركلة مركزة من كرة ثابتة. و"زكرياء أبو خلال" في الدقيقة 92. بتسديدة فنية مركزة على يسار العملاق "كورتوا" وذلك بعد عمل فني كبير من طرف رجل المقابلة بدون منازع "حكيم زياش" بعدما استطاع من كرة ميتة أن يحولها إلى كرة حية مراوغا للمدافع البلجيكي ومهديا تمريرة أكثر من رائعة للفتى أبو خلال الذي لم يخيب الظن وأودعها بسلاسة وإبداع على يمين العملاق "كورتوا"، ومؤكدا انتصار المنتخب الوطني المغربي بهدفين لصفر عن جدارة واستحقاق. مع ضرورة التنويه بالتغييرات الفعالة التي أجراها وليد الركراكي والتي أعطت أكلها: بخروج كل من: المزراوي، حكيمي ، بوفال، النصيري و أوناحي ودخول كل من: الصابري ،عطية الله، حمد الله، أبو خلال، واليميق. مع الإشارة إلى التغيير الاضطراري قبل انطلاق المباراة للحارس ياسين بونو بالحارس منير المحمدي الذي كان في الموعد أيضا وشرف عرين الأسود. فهنيئا لأسودنا الأشاوس بهذا الإنجاز الذي بواسطته يكونوا قد حطموا قلاع بلجيكا. وما على منتخبنا الآن، إلا، نسيان هذه المقابلة والإبقاء على أقدامنا فوق الأرض، والتركيز على المباراة القادمة ضد كندا حتى نحقق الأهم وهو التأهل إلى الدور الثاني. 

أما المباراة الثالثة فجمعت بين منتخبي كرواتيا وكندا. الأول سبق وأن تعادل أمام المنتخب المغربي خلال المباراة الأولى بصفر لمثله. والثاني انهزم خلال لقائه الأول أمام بلجيكا بهدف لصفر. وبكل تأكيد سيؤثر انتصار المغرب على بلجيكا قبل قليل على مسار هذه المقابلة. انطلقت المباراة بسرعة كبيرة من الجانب الكندي أثمرت هدفا مبكرا لصالحهم في الدقيقة الثانية، من طرف اللاعب "ديفيس" بضربة رأسية بديعة. هذا الهدف حرك الهجوم الكرواتي بحثا عن الهدف وهو ما تأتى له في الدقيقة 36 عن طريق المهاجم*كرامريتش*، ثم أضافوا الهدف الثاني في الدقيقة 44 من طرف هداف البطولة الكرواتية اللاعب *ليفاكا*. لينتهي الشوط الأول بانتصار كرواتيا على كندا بهدفين لهدف. كان الشوط الثاني للمقابلة لصالح كرواتيا سيطرة واستحواذا وتهديفا. مؤكدين علو كعبهم وقوة تجربتهم أمام فريق شاب تنقصه التجربة، ولم يفده اندفاعه وحماسه في شيء. حيث تمكن المنتخب الكرواتي من إضافة الهدف الثالث في الدقيقة 70. عن طريق اللاعب كرامريتش للمرة الثانية. ثم ختم اللاعب الموهوب "مايير" مهرجان الأهداف هذا بهدف رابع في الدقيقة 94. لتنتهي المباراة بتفوق المنتخب الكرواتي بحصة 4-1.وبالتالي يكون قد حكم على منتخب كندا بالإقصاء. ليبقى التنافس في هذه المجموعة منحصرا بين ثلاثة منتخبات فقط: المغرب-كرواتيا-وبلجيكا خلال الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات على إحراز إحدى بطاقتي التأهل إلى الدور الثاني.

المباراة الرابعة والأخيرة التي كانت مبرمجة خلال هذا اليوم فتعتبر مباراة القمة لكونها جمعت بين منتخبين كبيرين ومرشحين للفوز بهذه النسخة: منتخب ألمانيا ومنتخب إسبانيا. و قد عرفت هذه المباراة منذ انطلاقتها ندية كبيرة بين الطرفين، وهجومات متبادلة اكتست إحداها طابع الخطورة بعد ان ارتطمت قذفة المهاجم الإسباني "أولمو" بالعارضة بعد أن صدها الحارس. وأخرى للألمان بعدما استطاع المدافع "روديغر" تسجيل هدف بضربة رأسية إلا أنه كان في وضعية تسلل بعد الرجوع على تقنية الفار. مع امتياز للمنتخب الإسباني على مستوى الاستحواذ وعدد المحاولات. لكن كادت قذفة على مشارف مربع العمليات للاعب المنتخب الألماني"كميش" أن تعطي الهدف الأول للألمان لولا براعة الحارس الإسباني. وفي الدقيقة 62 افتتح اللاعب الإسباني "موراتا"  التسجيل بتسديدة رائعة لم يجد لها الحارس العملاق "نوير" حلا. لكن الألمان لم يبقوا مكتوفي الأيدي بل أصبحت مكينتهم أكثر نشاطا وحيوية، وخاصة بعد التغييرات التي أجراها المدرب الألماني على المستوى الهجومي وخاصة على الجانب الأيمن بقيادة اللاعب "ساني" ، واستطاعوا بعد عدة محاولات تسجيل هدف التعادل من طرف اللاعب رقم 9 "فولكروج" في الدقيقة 83. لينتهي هذا اللقاء الممتع بالتعادل ب 1-1. وبالتالي أنعشت ألمانيا حظوظها في التأهل إلى الدور الثاني.

اترك تعليقاً