نساء رائدات يقتحمن عالم النجاح بإقليم الدريوش


نساء رائدات يقتحمن عالم النجاح بإقليم الدريوش
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      بإقليم الدريوش، تمكن عدد هام من الشابات من اقتراح عدد من المشاريع النوعية التي حظيت باهتمام كبير من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي ما فتئت تولي عناية خاصة بهذه الفئة التي تمثل نصف المجتمع، فشققن طريق بلورة الأفكار إلى مشاريع وتجسيدها على أرض الواقع كإنجازات، بفضل دعم ومواكبة الملكي الذي يتوخى خلق مشاريع ذات قيمة مضافة تساهم في تكريس روح ريادة الأعمال وخلق مناصب شغل في قطاعات واعدة.
ومن أبرز النماذج النسائية الرائدة التي تمكنت من شق طريق النجاح بفضل الدعم، الشابة مريم الماجيدي التي استطاعت أن تحقق طموحها كمقاولة واضمن نجاحه وديمومته. بعد أن استفادت من الدعم والمواكبة القبلية والتكوينات تحت إشراف منصة شباب الدريوش، من إطلاق مشروعها الذي هو عبارة عن دار الحضانة وروض الأطفال بالدريوش، وذلك بكلفة مالية تقدر ب 255 ألف درهم، منها 144 ألف درهم مساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وأبرزت في تصريح لها، أهمية هذا مشروعها الذي يأتي بعد المواكبة من منصة الشباب، مشيدة بدور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إتاحة الفرصة للمرأة من أجل تدبير هذا النوع من المشاريع وتحويل أفكارها المتميزة إلى واقع ملموس. ومؤكدة أن هناك حاجة ملحة لهذا النوع من الخدمات بالإقليم خاصة بالنسبة للأمهات والموظفات لكونها توفر لهن بيئة آمنة ومحفزة لأطفالهن وجدول زمني يتلاءم مع أوقات عملهن، لأنه يعتمد على بيداغوجيا تستند على منهج "بيداغوجيا اللعب"، الذي يساعد الطفل على النمو بشكل شامل وفعال.
أما النموذج الثاني الناجح فهو لا يقل أهمية، استفاد بدوره من خدمات المنصة، ولاسيما المواكبة والتوجيه والدعم المالي. وهو بمشروع "حلويات ومقهى إيكن" بجماعة اتسافت لحاملته زينب بورقادي. هذا المشروع الذي اطلي كلفة إجمالية  بلغت 272 ألف و850 درهم، ساهمت فيه المبادرة بـ 163 ألف درهم. وترى صاحبة المشروع زينب بورقادي، إن المواكبة الفردية والدعم المالي الذي استفادت منه من قبل منصة الشباب والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية هو الذي مكنها من تجسيد فكرة المشروع وتحقيق طموحها على أرض الواقع.
وإذا كانت النماذج كثيرة، فإن بلال لغماني، المكلف ببرنامج تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب بعمالة إقليم الدريوش، أكد أن هذين المشروعين يندرجان في إطار هذا البرنامج الذي استفادت منه 64 امرأة من بينها 20 حاملة مشروع، وأن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية تولي عناية كبيرة لمشاريع النساء وإدماجهن وتمكينهن اقتصاديا سواء عبر التكوينات أو المواكبة التقنية أو من خلال الدعم المباشر لمشاريعهن. فأصبح ينظر للمرأة على أنها فاعلة مهمة في كل الخطوات المرسومة لصياغة المنظومة التنموية؛ فهي المستفيدة في البرامج، والمدبرة للمشاريع والمسيرة للمراكز، وهي أيضا المقترحة للحلول والمخططة للآفاق المستقبلية.
ويضرب عدة أمثلة من مديرة مؤسسة دار الطالبة بجماعة ميضار، التي غذت نموذج المرأة الناجحة في تسيير مراكز ومؤسسات اجتماعية موجهة للنساء. بينما المؤسسة تم إنجازها سنة 2013، بكلفة إجمالية تصل إلى 5,83 مليون درهم، بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، 76 تلميذة (الايواء، الاطعام، التأطير التربوي).
وتؤكد مسيرة هذه الدار منذ 11 سنة، على الدور الذي تضطلع به المبادرة الوطنية في دعم المؤسسة التي تروم الحد من الهدر المدرسي للفتاة القروية لاسيما بالمناطق النائية بإقليم الدريوش (جماعات اتسافت، إفرني، ميضار...). زيادة على جهودها مع الجمعية الخيرية الإسلامية لدار الطالبة ، حيث توفر الدار للمستفيدات كل الأجواء التي تمكنهن من العيش الآمن سواء من الناحية التربوية أو الإنسانية أو العائلية، مما ساعدهن على تحقيق نسب نجاح بلغت، على مستوى الباكالوريا، تقريبا 100 في المائة منذ إحداث هذه الدار إلى غاية سنة 2023.
تجذر الإشارة إلى أن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، تسهر في إطار هذا البرنامج من المبادرة في مرحلتها الثالثة، على حسن تدبير 6 مراكز دور الطالبة موزعة على تراب الإقليم، من خلال دعم تسييرها وتجهيزها، على غرار مشاريع البناء والتأهيل والتجهيز التي أنجزت خلال المرحلتين الأولى والثانية. ما جعل قرابة 500 تلميذة تستفيد كل سنة، من خدمات هذه المراكز الستة، بنسبة نجاح تتراوح بين 95 و98 في المائة خلال هذه المرحلة الأخيرة، وبنتائج جد مشرفة حققهن المستفيدات على المستويين الإقليمي والجهوي.

اترك تعليقاً