نزلاء السجن المحلي لسلا يشاركون في البرنامج التأهيلي "مصالحة"
نظم يومه الاثنين بالسجن المحلي
لسلا حفل إطلاق البرنامج التأهيلي "مصالحة"، وأفاد "أحمد عبادي"
الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في كلمة له خلال هذا الحفل، أن عدد
المشاركين في البرنامج التأهيلي "مصالحة" منذ انطلاقه سنة 2017 بلغ 301
نزيلا. موضحا، أنه تم تنظيم 12 دورة منذ انطلاق البرنامج سنة 2017 بمشاركة 279
نزيلا، لينضاف إليهم 22 نزيلا المشاركين هذه السنة في الدورة الـ 13. أما في إطار
مقاربة النوع، فقد أبرز المتحدث نفسه أن 12 نزيلة استفادت من البرنامج وأفرج عنهن
جميعهن.
وتابع السيد "عبادي" حديثه مسجلا أن البرنامج التأهيلي "مصالحة" يتضمن شقا هاما من الضمانات الأساسية المتعلقة باحترام حقوق الإنسان وحمايتها والنهوض بها، مذكرا بأن الغرض من هذه الضمانات، التي أتى بها دستور 2011، هو تقريب السجناء مما تم تحضيره لهم من أجل تأهيلهم لاندماج فعلي وحقيقي، واستغلال طاقتهم لإعادة بناء المستقبل في إطار ممارسة كاملة للمواطنة الصحيحة والحقة. وأضاف مؤكدا أن هذا البرنامج التأهيلي يقوم على مفهوم أساسي هو مفهوم المصالحة، وذلك من خلال ثلاثة أبعاد هي: "مصالحتكم مع ذواتكم من خلال إكسابكم كفاءات معرفية وسلوكية تمكنكم من إعادة بناء ذواتكم، ومصالحتكم مع النص الديني من خلال العودة إلى الفهم الصحيح وروحه المبنية على الاختلاف والتسامح والانفتاح ومصالحتكم مع المجتمع وذلك بإكسابكم المهارات والكفاءات الضرورية لاستغلال أنسب لما تتوفرون عليه من قدرات ومؤهلات في إطار بناء مشروع ذاتي أو مجتمعي". مشيرا إلى أنه سيتم تخصيص حصص من هذا البرنامج للتذكير بالمقتضيات الخاصة بمكافحة التطرف والإرهاب في المواثيق الدولية وفي التشريع الوطني وفي باقي القوانين المنظمة للحياة العامة و"التي تهدف إلى الحماية وليس العقاب".
وفي نفس السياق، أبرز السيد "عبادي" أنه تم إعداد البرنامج المذكور وفق مقاربة مندمجة تتكامل فيها مختلف الأبعاد المشار إليها، مع تأطير المحاور المرتبطة بها من طرف الشركاء والمتدخلين المعنيين.
وفي هذا الصدد، أعرب "محمد أمين" وهو أحد
النزلاء المستفيدين من البرنامج سابق الذكر، عن سعادته بالمشاركة والاستفادة من
هذا البرنامج "وخاصة من الناحية العلمية وذلك بفضل الأساتذة المؤطرين". مبينا
أنه من أهم الأسباب التي دفعته إلى المشاركة في هذا البرنامج هو وقوعه في بعض
الأخطاء المتعلقة بالفهم الصحيح للدين، حسب ما ورد في تصريحه.
وجدير بالذكر، أنه جرى يوم الثاني من نونبر الجاري بالعاصمة الرباط، التوقيع على اتفاقية لإحداث "مركز مصالحة"، من طرف الرابطة المحمدية للعلماء، والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والوزارة المنتدبة المكلفة بالميزانية، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وكذا مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، وتهدف هذه الاتفاقية إلى إضفاء المزيد من الفعالية على الشراكة المؤسساتية القائمة بين الأطراف الموقعة وباقي الشركاء والفاعلين المؤسساتيين، مع تكثيف الجهود والمساهمة في الاستراتيجية الوطنية لمحاربة التطرف العنيف ومكافحة الإرهاب.
