مائدة مستديرة تقارب علاقة الخيال الإبداعي بمعرفة الذات في إطار مهرجان فاس للثقافة الصوفية
في إطار مهرجان فاس للثقافة الصوفية، في دورته السادسة عشرة، والذي تنظمه جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 27 أبريل، عقدت، يومه الجمعة، مائدة مستديرة، تحت عنوان "الخيال الإبداعي ومعرفة الذات"، أكد مشاركون في مائدة مستديرة نظمت، اليوم الجمعة بالعاصمة الروحية، في إطار فعاليات الدورة السادسة عشرة من مهرجان فاس للثقافة الصوفية، أن "الخيال الإبداعي يشكل مفتاحا للمعرفة الحقيقية للذات الإنسانية".
وأبرز المتدخلون أن متصوفة وباحثين وفلاسفة ومفكرين مثل ابن عربي وابن الرومي والفارابي وابن سينا وغيرهم، قاموا بتوظيف الخيال الإبداعي في كتاباتهم الفكرية والفلسفية، من أجل الوصول إلى المعرفة الحقيقة للنفس والوقوف على عظمة وقدرة الخالق.
وبالمناسبة، أكد العالم الأنثروبولوجي ورئيس المهرجان، فوزي الصقلي، على "الحاجة الماسة للخيال الإبداعي في الوقت الحالي"، مشيرا إلى أن علماء متصوفة مثل ابن عربي وظفوا هذا الخيال للوقوف على حقيقة الكون وإعادة اكتشاف الذات الإنسانية.
وأوضح السيد الصقلي أن اللقاء يشكل مناسبة لتقديم إضاءات حول تيمة المهرجان "اعرف نفسك بنفسك"، حيث يعرفها "سقراط" بأنها القدرة المعينة على أخذ مسافة من الذات، وأن يجعل المرء من نفسه موضوعا لإدراكه الذاتي.
من جهتها، أبرزت متسلقة الجبال المغربية بشرى بيبانو، أن "رحلة التسلق انطلقت من حلم وحاجة عاشتها، مؤكدة أن الوقوف على قمة أي جبل يولد لديها إحساسا بالحرية والتقرب من الخالق بشكل أكبر".
وأضافت بشرى بيبانو، التي استطاعت تسلق أصعب قمم جبال العالم ومنها قمة جبل "إيفرست"، أن تسلق الجبال ليس بالأمر الهين وتكتنفه مجموعة من الصعاب والتحديات لتحقيق المبتغى، لافتة إلى أن "الإيمان القوي والثقة بالنفس تشعرها بالراحة والطمأنينة".
ويشتمل هذا الحدث الثقافي المتميز على موائد مستديرة تتناول مواضيع متنوعة: "ما بعد الأنسنة: ما هو الدور الذي تلعبه الروحانية؟"، "ما هي الروح الإنسانية؟"... بالإضافة إلى سهرات فنية لفرق مغربية مثل الطريقة الوزانية والطريقة القادرية البودشيشية والطريقة الشرقاوية، إضافة إلى عروض لمجموعات تراثية من بلدان أجنبية.