كأس العالم لكرة الاقدم: 22 نسخة، و دورة قطر أول نسخة عربية

      تعد مسابقة كأس العالم لكرة القدم أهم مسابقة ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم كل أربع سنوات. حيث انطلقت النسخة الأولى سنة 1930 باستثناء دورتي 1942 1946 اللتين تم إلغاؤهما بسبب الحرب العالمية الثانية، ليبلغ عدد نسخها حتى الآن 22 نسخة بما فيها نسخة قطر 2022.

 نسخة 1930: وهي النسخة الأولى لكأس العالم في كرة القدم. تميزت هذه النسخة بمشاركة 13 منتخبا فقط منضوين تحت لواء الفيفا .4 من أوروبا و9 من أمريكا الجنوبية. تم تقسيمها إلى أربع مجموعات، على أن يتأهل متصدر كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي. كانت السيطرة خلالها لصالح منتخبات أمريكا الجنوبية. بعدما تأهلت كل من الأوروغواي، البلد المنظم والأرجنتين إلى المباراة النهائية التي انتهت لفائدة الأوروغواي بحصة 4/2 أمام 70 ألف متفرج تقريبا. بعدما أكمل الفريق الأرجنتيني اللقاء ب 8 لاعبين ضد 11. لتفوز الأوروغواي بأول نسخة من كأس العالم. وما ميز هذه البطولة، هو هيجان الجماهير وحيازتها للأسلحة. ففي المباراة النهائية فقط جردت اللجنة المنظمة الجماهير من 1600 قطعة سلاح. 

نسخة 1934: تميزت هذه النسخة بمشاركة المنتخب المصري كأول منتخب عربي يشارك في هذه البطولة. وفاز بكأس هذه النسخة منتخب البلد المنظم: إيطاليا. بعدما هزم منتخب التشكوسلوفاكيا ب 2/1.واحتلال ألمانيا المرتبة الثالثة بعد فوزها على منتخب النمسا بحصة 3/2.اشتهرت هذه الدورة باحتضانها لمواجهات عنيفة كان أبرزها المباراة التي جمعت بين منتخب إيطاليا {البلد المنظم} ومنتخب إسبانيا القوي في دور الربع. بمدينة فلورنسا. حيث وصفها الخبراء آنذاك بنهاية قبل الأوان. وبعد نهايتها، أطلق عليها لقب*معركة* لما شهدته من أحداث عنف مثيرة للجدل وخاصة من طرف اللاعبين الإيطاليين. مع تغاضي الحكم البلجيكي عن الكثير من أخطاء الإيطاليين المتعمدة، والتي يستوجب بعضها الطرد. واحتسابه هدفا غير شرعي لإيطاليا قبل نهاية الشوط الأول، والذي كان هو هدف التعادل بعدما كانت إسبانيا هي السباقة للتسجيل عن طريق مهاجمها لويس روغوييرو في الدقيقة 30.كما ألغى هدفا مشروعا لإسبانيا في الدقيقة 79، لتنتهي هذه المواجهة بالتعادل 1/1.تعرض خلال هذه المواجهة 6 لاعبين إسبان للخشونة الإيطالية المفرطة. لتقرر لجنة الفيفا المنظمة إعادة المواجهة خلال اليوم الموالي بدل الاستمرار لزمن إضافي من أجل تحديد الفائز، وهو ما تم بالفعل وفازت إيطاليا بهدف نظيف لتواجه النمسا في دور النصف.

نسخة 1938: تأهل لخوض هذه الدورة 16 منتخبا عبر الإقصائيات وهي: -إيطاليا-ألمانيا-فرنسا-سويسرا-رومانيا-هولندا-بلجيكا-تشيكوسلوفاكيا-هنغاريا-النرويج-السويد –النمسا-بولندا-كوبا-الهند-والبرازيل. وعادت إيطاليا للظفر بهذه الكأس للمرة الثانية على التوالي، بعدما فازت في النهائي على منتخب المجر بحصة 4/2 بالملعب الأولمبي الكبير بباريس. وتمركزت البرازيل في الرتبة الثالثة عقب فوزها على المنتخب السويدي بنفس الحصة 4/2. وبعد ذلك فرض توقيف منافسات كأس العالم بسبب الحرب العالمية الثانية لدورتين متتاليتين :1942 و1946، حتى سنة 1950.

نسخة 1950: خلال هذه النسخة التي أتت بعدما حطت الحرب العالمية الثانية أوزارها، والتي دارت أطوارها بدولة البرازيل، شاركت في نهائياتها 13 منتخبا فقط وهي: -البرازيل-البارغواي-بوليفيا-تشيلي-المكسيك-أمريكا-إسبانيا-سويسرا-إنجلترا-إيطاليا-السويد-يوغوسلافيا. بعدما اعتذرت كل من: -الهند-اسكتلنداوتركيا.فتم تقسيم هذه المنتخبات إلى أربع مجموعات. ضمت مجموعتان أربعة منتخبات. ومجموعة من ثلاثة منتخبات. ومجموعة من منتخبين فقط. أجريت المباراة النهائية بملعب *مارا كانا* الكبير أمام 200 ألف متفرج بين منتخب البرازيل البلد المنظم ومنتخب الأوروغواي الذي استطاع هزم المنتخب البرازيلي بعقر داره وأمام جماهيره، وبالتالي الفوز بالكأس الغالية للمرة الثانية. في تاريخه. واحتلت السويد المركز الثالث أمام إسبانيا.

نسخة 1954: تمت استضافتها بدولة سويسرا الأوروبية. شارك في إقصائيات هذه الدورة 45 دولة، تأهل منها 16 منتخب وبعدما تم تقسيم ها إلى أربع مجموعات متساوية لأول مرة، وبعد إجراء الإقصائيات، بلغ النهائي كل من منتخبي *ألمانيا الغربية *و*هنغاريا* الذي أجري بملعب وانكدروا بمدينة بيرن عاصمة سويسرا آنذاك واستطاع حينها منتخب ألمانيا من الفوز بحصة 3/2 ليحقق لقبه الأول في هذه البطولة. واعتلت النمسا المركز الثالث عقب هزمها لمنتخب الأوروغواي بحصة 3/1.

نسخة 1958: استضافت السويد نهائيات هذه النسخة. واستقبلت 16 منتخبا متأهلا عن الإقصائيات التمهيدية التي كان قد شارك فيها 53 منتخبا. وكانت المنتخبات 16 المتأهلة كالتالي: -ألمانيا الغربية-إيرلندا الشمالية-الأرجنتين-تشيكوسلوفاكيا-هنغاريا-السويد-المكسيك-ويلز-اسكتلندا-فرنسا-البارغواي-يوغوسلافيا-النمسا-الاتحاد السوفيتي-إنجلترا-والبرازيل. أقيم نهائي هذه النسخة بملعب *را سوندا *بالسويد جمع بين منتخبي: السويد البلد المنظم، والبرازيل. آل الفوز خلاله لهذا الأخير بنتيجة 5/2. وتمكن المنتخب الفرنسي من إحراز المركز الثالث إثر فوزه على المنتخب الألماني الغربي بحصة 6/3.تميزت هذه النسخة ببزوغ نجم الكرة العالمي *بيلي* بعمر لا يتجاوز 17 سنة. وكذا بالنقل التلفزي للبطولة لأول مرة في تاريخها.

نسخة 1962: استضافت هذه النسخة دولة الشيلي. واستقبلت 16 منتخبا تأهلوا عن الأدوار التمهيدية، التي شارك فيها 49 منتخبا. عرفت هذه الدورة غياب منتخبات قارتي إفريقيا وآسيا عن النهائيات. فكانت المنتخبات المتأهلة كالتالي: -البرازيل-ألمانيا-الأوروغواي-تيكوسلوفاكيا-تشيلي-يوغوسلافيا-المكسيك-إيطاليا-كولومبيا-إسبانيا-سويسرا-هنغاريا-الاتحاد السوفيتي-الأرجنتين-وبلغاريا. وأجريت المباراة النهائية بملعب الشيلي الوطني بالعاصمة: *سانتياغو* بين منتخب البرازيل ونظيره التشيكوسلوفاكي. تمكن خلالها المنتخب البرازيلي من الفوز ب 3/1 ليضيف اللقب العالمي الثاني إلى رصيده. كما تمكن منتخب تشيلي من انتزاع المركز الثالث بعد فوزه على المنتخب اليوغوسلافي بهدف نظيف.

نسخة 1966: احتضنت إنجلترا فعاليات هذه النسخة، التي لم تخلو من مفاجآت، أهمها خروج منتخب البرازيل من الدور الأول. وكماعرفت هذه الدورة مقاطعة منتخبات دول إفريقيا وآسيا للتصفيات المؤهلة لنهائيات هذه النسخة، باستثناء منتخب كوريا الشمالية. وذلك بسبب الحيف الذي لمسوه من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم تجاه هاتين القارتين، حين قرر تمثيلهما بمنتخب واحد فقط. في حين خصص لأوروبا 9 مقاعد، وأمريكا اللاتينية 4 مقاعد. وبملعب ويمبلي بالعاصمة الإنجليزية لندن وأمام 100 ألف متفرج تقريبا، استطاع منتخب أنجلترا هزم المنتخب الألماني الغربي بحصة 4/2، في الزمن الإضافي بعد ما انتهى الوقت القانوني بالتعادل 2-2.وبالتالي الظفر بالكأس العالمية للمرة الأولى.

نسخة 1970: كانت خلال هذه النسخة دولة الميكسيك هي البلد المنظم. صنفت هذه النسخة الكثر مشاهدة مقارنة بسابقاتها نظرا لتوفر التلفاز الملون آنذاك مما أتاح متابعتها لأعداد كبيرة عبر المعمور. وكان ملعب *أزتيكا* المكسيكي على موعد مع النهائي الذي جمع كلا من الخصمين العتيدين اللذين يطمح كل منهما بالفوز للمرة الثالثة في تاريخه بهذه الكأس: -البرازيل وإيطاليا. إلا أن البرازيليين بنجومهم الكبار آنذاك وعلى رأسهم*بيلي* وأمام جمهور يزيد عدده عن 100 ألف متفرج، استطاعوا هزم المنتخب الإيطالي بحصة 4/1، وبالتالي الفوز بكأس العالم للمرة الثالثة. للإشارة، عرفت هذه النسخة أول مشاركة للمنتخب الوطني المغربي، الذي أظهر مستوى رغم خروجه من الدور الأول لا بأس به أمام منتخبات عملاقة كألمانيا والبيرو. وذلك بنجومه: -علال-الهزاز-مولاي ادريس-باموس-الغزواني –حمان-....

نسخة 1974: كانت هذه النسخة من استضافة دولة ألمانيا الغربية. التي استقبلت 14 منتخبا مؤهلا عن المباريات الإقصائية التي شارك فيها 90 منتخبا. بالإضافة إلى البرازيل الفائز بالنسخة السابقة، وألمانيا البلد المنظم. حيث نظمت المباراة النهائية فوق أرضية الملعب الأولمبي بالعاصمة البافارية *ميونيخ* جمعت بين: منتخب البلد المنظم ألمانيا الغربية والمنتخب الهولندي. وانتهت لصالح أصحاب الأرض والجمهور بحصة 2/1. ليضيفوا لقبا ثانيا إلى سجلهم بعدما سبق وأن فازوا بنسخة 1954.في حين استطاعت بولندا انتزاع المركز الثالث بعد هزمها لمنتخب البرازيل بهدف نظيف.

نسخة 1978: تمت استضافتها من طرف الأرجنتين .وهي الدورة التي رشحها الكثير من المهتمين لتكون الأكثر جدلا وإثارة بل وحتى سوءا في تاريخ البطولة ، لما شهدته من أحداث سياسية وتحكيمية أثرت بشكل كبير على نتائج بعض المباريات الحاسمة .مما أثر على بعض المنتخبات {الضحية} كمنتخب البرازيل الذي وفي إحدى مبارياته خلال الدور الأول ضد منتخب السويد ،وبعدما ظل التعادل 1-1 سيد الموقف طيلة أطوار المباراة استفاد المنتخب البرازيلي من ركلة ركنية في الأنفاس النهائية للقاء تمكن اللاعب زيكو من إيداعها في مرمى السويد معلنا عن الهدف الثاني هدف الانتصار إلا أن حكم المباراة كان قد صفر معلنا نهاية المباراة والكرة في الهواء قبل أن يلمسها زيكو برأسه .وهوما دفع البرازيليين للاحتجاج بشدة ،لكن دون جدوى.ونفس الظلم التحكيمي طال المنتخب الهولندي ضد منتخب الأرجنتين البلد المنظم والذي حسب الكثير من المتتبعين كانت هذه النسخة موجهة لصالحه منذ انطلاقها. واستقبلت خلالها مدينة *بوينس آيرس*بملعبها الشهير *ملعب أنطونيو فيسبوكيوليبرتي* المباراة النهائية التي جمعت بين منتخبي البلد المنظم: الأرجنتين ووصيف النسخة السابقة: هولاندا. خرج منها المنتخب الأرجنتيني منتصرا ب 3/1. ليحقق بذلك الظفر بهذه الكأس للمرة الأولى في تاريخه. عرفت هذه النسخة تتويج الاعب *ماريو ألبيرتو كمبس*كأفضل لاعب وهداف .بتسجيله 6 أهداف.

نسخة 1982: عرفت هذه النسخة التي استضافتها إسبانيا المشاركة الأولى للكويت كبلد عربي وأسيوي وكذا المشاركة الأولى للجزائر في تاريخها. حيث بصم منتخبها على مفاجأة من العيار الثقيل بعد فوزه على ألمانيا الغربية المدججة بالنجوم ب 2/1 في دور المجموعات. التي بلغ عددها ست على إثر الرفع من عدد الفرق المؤهلة من 16 إلى 24. ب 14 مقعد لأوروبا، و4 مقاعد لأمريكا الجنوبية ‘ومقعدان لكل من إفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا. تميزت هذه النسخة بالمتعة والإثارة. حتى المباراة النهائية التي جمعت بملعب *سانتياغو بيرنابيو* بالعاصمة مدريد بين منتخبي ألمانيا وإيطاليا التي استطاعت الظفر بهذا النزال بحصة 3/1 محققة اللقب الثالث في تاريخها بعد لقبي :1934 و1938.للإشارة غاب عن هذه الدورة المنتخب الهولندي وصيف النسختين السابقتين، بالمقابل سجلت عودة المنتخب الإنجليزي بعد غيابه عن هذه البطولة لمدة 12 سنة، أي منذ أن حقق لقبها سنة 1966.

نسخة 1986: تميزت هذه الدورة التي استضافتها دولة الميكسيك، بتأهل ثلاث منتخبات عربية ,وهي :-المغرب الذي استطاع بفضل نجومه الكبار:-الزاكي-الظلمي-بودربالة –خيري-كريمو-التيمومي-خيري-لمريس-السليماني عزيز –فتاح الغياتي- خليفة-البو يحياوي-الحداوي .....من المرور إلى دور الربع عن جدارة واستحقاق بعدما اعتلى ترتيب مجموعته التي كانت تضم إلى جانبه كلا من :إنجلترا-بولونيا-والبرتغال. حيث تمكن من إحراز التعادل أمام أنجلترا وبولونيا والفوز على البرتغال. ليتم إقصاؤه في مباراة الربع من طرف منتخب ألمانيا الغربية بهدف يتيم. أقيم نهائي هذه النسخة فوق أرضية ملعب *أزتيكا* بالعاصمة *ميكسيكو* أمام 120 ألف متفرج تقريبا بين منتخبي الأرجنتين وألمانيا الغربية، انتهت أطوارها بفوز الأرجنتين بحصة 3/2 لتفوز بهذا اللقب العالمي للمرة الثانية في تاريخها. عرفت هذه النسخة سطوع نجم الكرة العالمية *دييغو أرمندو مارادونا* حيث اختير هدفه في مرمى أنجلترا في دور النصف سنة 2000 كهدف القرن.

نسخة 1990: شارك في نهائيات هذه الدورة 22 منتخبا متأهلا عن الأدوار التمهيدية، إضافة إلى إيطاليا البلد المضيف، والأرجنتين بطلة العالم السابقة. وعرفت هذه الدورة تتويج منتخب المانيا الغربية للمرة الثالثة في تاريخه عقب تغلبه على منتخب الأرجنتين فوق أرضية ملعب العاصمة روما أمام 74 ألف متفرج تقريبا بهدف لصفر من ركلة جزاء. من توقيع اللاعب *اندرياس بريمه*. في الدقيقة 85.  واحتلت إيطاليا البلد المنظم الرتبة الثالثة بعد ما فازت في مباراة الترتيب على منتخب إنجلترا بهدفين لواحد. تميزت هذه الدورة بسطوع نجم شيخ اللاعبين آنذاك، الكاميروني *روجي ميلا * كأحد هدافي الدورة عن سن يزيد عن 40 سنة. بعد ما كان قد أضاف رقصة خاصة به بعد تسجيله لكل هدف، كانت قد أصبحت موضة اللاعبين الشباب من بعده لمدة طويلة. كما تألق إلى جانبه اللاعب الأسطورة *مارادونا*.إلا أنه لم يستطع الظفر باللقب للمرة الثانية تواليا بعدما خسر النهائي أمام الألمان ،الذين انتقموا لهزيمتهم أمام الأرجنتين خلال نهائي 1986.

نسخة 1994: أقيمت على أرض الولايات المتحدة الأمريكية. عرفت هذه الدورة مشاركة المنتخب العربي السعودي لأول مرة في تاريخه، كما استطاع الوصول إلى دور الستة عشر كثاني عربي يبلغ هذا الدور بعد المنتخب المغربي سنة 1986.شكلت هذه الدورة آخر عهد باعتماد 24 منتخب لخوض نهائيات بطولة كأس العالم. [عجما تقرر اعتماد 32 منتخبا بدل 24 بداية من دورة 1998.

أجريت المباراة النهائية لهذه الدورة فوق أرضية *ملعب روس بول*في باسادينا بولاية كاليفورنيا أمام 94 ألف متفرج تقريبا. جمعت بين منتخبي البرازيل وإيطاليا. فكانت مناسبة لتحديد المنتخب الذي سيظفر بالكأس للمرة الرابعة في تاريخه، بعد ما سبق لكل منهما الفوز بهذه البطولة ثلاث مرات. إلا أن الحظ كان قد ابتسم للمنتخب البرازيلي بعدما استطاع الظفر بها عند إطلاق صافرة النهاية عن طريق ضربات الترجيح، ب 3/2، بعدما كان الوقت القانوني والإضافي بالتعادل السلبي بين الفريقين. ليصبح المنتخب البرازيلي أكثر المنتخبات فوزا بلقب هذه البطولة بواقع أربع مرات.

نسخة 1998: كان قد تم اختيار فرنسا لتنظيم هذه الدورة بعدما كانت قد تنافست مع دولة المغرب وانسحاب سويسرا. فاستقبلت فرنسا 32 منتخبا على أرضها لأول مرة في تاريخ البطولة، تنافسوا خلال نهائيات هذه الدورة انطلاقا من 10 يونيو إلى 12 يوليوز 1998.أقيمت المباراة النهائية على أرضية الملعب الكبير لباريس بين المنتخب البرازيلي والمنتخب الفرنسي البلد المنظم. آلت نتيجتها لهذا الأخير بنتيجة ثلاثة أهداف نظيفة. وذلك لأول مرة في تاريخه. برز خلال هذه المباراة النجم الفرنسي *زين الدين زيدان* الذي سجل هدفين رائعين. كما سطع نجم التحكيم المغربي في شخص الحكم الدولي *سعيد بالقولة* بعدما تم اعتماده من طرف اللجنة الدولية للتحكيم لقيادة هذا النهائي كأول حكم عربي وإفريقي يحظى بهذا التكليف. فكان رحمه الله على قدر الثقة والمسؤولية بامتياز.

نسخة 2002: خلال هذه النسخة حظيت قارة آسيا باحتضان هذه التظاهرة لأول مرة في تاريخها، فوق أراضي كل من كوريا الجنوبية واليابان بعدما ظفرا بمهمة تنظيمها كملف مشترك تنافس عليها ضد ملف طلب التنظيم المكسيكي. فكانت أيضا هي المرة الأولى في تاريخ النهائيات التي يشترك بلدان في استضافتها. كان ملعب *يوكوهاما الدولي* في اليابان مسرحا لإقامة المباراة النهائية التي جمعت بين منتخبي ألمانيا الغربية والبرازيل لأول مرة في تاريخ بطولة كأس العالم في هذه الدور. انتهت أطوارها بتفوق المنتخب البرازيلي بهدفين لصفر من توقيع الظاهرة *رونالدو*. 

نسخة 2006: حظيت ألمانيا بتنظيم هذه الدورة، بعد ما تم اختيارها بعد منافستها مع دول: -المغرب-جنوب إفريقيا-وانجلترا.وعلى أرضية ملعب *برلين الأولمبي* أجريت المباراة النهائية التي جمعت بين المنتخب الفرنسي والمنتخب الإيطالي، والتي آلت نتيجتها لهذا الأخير عن طريق ضربات الترجيح بحصة:5/3. بعدما كان الوقت القانوني والإضافي قد انتهى بالتعادل 1-1.أما الحدث الذي بصم هذا النهائي، فهو طرد اللاعب المميز *زين الدين زيدان* في الدقيقة 110 من المقابلة بعدما نطح برأسه صدر اللاعب الإيطالي *ماركو ماتيرازي*. ما خلف صدمة وذهولا لكل المتتبعين. للإشارة فقط فقد شارك في هذه الدورة منتخبان عربيان، هما: منتخبا تونس والسعودية.

نسخة 2010: شكلت هذه الدورة المرة الأولى التي تحتضن فيها القارة الإفريقية بطولة كأس العالم، وتحديدا بجنوب إفريقيا. بعدما تم اختيارها على حساب كل من المغرب ومصر. استقبل خلال هذه التظاهرة ملعب *إستاد البنك الوطني الأول* بجنوب إفريقيا المباراة النهائية التي جمعت بين منتخبي هولاندا وإسبانيا الذي بلغ هذا الدور لأول مرة في تاريخه. ليشكل بذلك نهائيا أوروبيا خالصا. استطاع المنتخب الإسباني الانتصار بهدف *أندريس إنيستا* اليتيم في الدقيقة 116. لتحقق بذلك إسبانيا أول لقب لكأس العالم في تاريخها وكان ذلك خارج القارة العجوز كأول منتخب يحقق هذا الإنجاز.

نسخة 2014: كانت دولة البرازيل هي من ظفرت بحق تنظيم هذه النسخة، التي عرفت بعض المستجدات: -كاستخدام تقنية خط المرمى للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم. -كما تم استخدام *الرذاذ المتلاشي* من قبل الحكام من أجل تحديد المسافة القانونية لحائط الدفاع عند تسديد الركلات الحرة للمرة الأولى في تاريخ البطولة كذلك. فاز بهذه الكأس، المنتخب الألماني كرابع لقب له لهذه البطولة في تاريخه. وذلك على حساب المنتخب الأرجنتيني بهدف لصفر. كان قد سجله اللاعب *ماريو غوتزه*خلال منتصف الشوط الإضافي الثاني تقريبا.

نسخة 2018: استطاعت دولة روسيا الفوز بحق تنظيم هذه النسخة فوق أراضيها. كان أهم ما ميز هذه الدورة هو: استخدام تقنية الفار من طرف الحكام للمرة الأولى في تاريخ بطولة كأس العالم. إلا أنها لقيت الكثير من الانتقادات بعد ما اشتكى مدربون ولاعبون عدم انصافهم باستعمال تقنية الفار. وعلى رأسهم اللاعب الدولي المغربي*نور الدين أمرابط* بعدما أكدت تقنية الفار هدف التعادل للمنتخب الإسباني ضد المنتخب المغربي في الأنفاس الأخيرة من الزمن الإضافي للمقابلة. وكان العديد من المتتبعين قد أجزموا أن مسجل الهدف كان في وضعية *تسلل* بما فيهم الحكم المساعد *حكم الشرط*. ودائما وفي نفس المجموعة *ب* عندما احتسب حكم الوسط هدفا غير صحيح لصالح المنتخب الإسباني ضد نظيره البرتغالي، بعدما تبين وجود ضربة خطإ واضحة لفائدة البرتغال قبل تسجيل الهدف. إلا أن الحكم لم يلجأ إلى تقنية الفار مقرا صحة الهدف. كما انتقد مدرب المنتخب الإيراني *كيروش* التحكيم وتقنية الفار بعدما تغاضى حكم الساحة من الباراغواي عن ضربة جزاء واضحة لصالح المنتخب الإيراني، لم يكلف نفسه التحقق منها عن طريق تقنية الفار. حيث لو احتسبت وسجلت كانت ستؤدي بالبرتغال إلى الإقصاء. أجريت المباراة النهائية فوق أرضية ملعب *لوجنيكي* بالعاصمة الروسية *موسكو* أمام 78 ألف متفرج بين المنتخب الكرواتي والمنتخب الفرنسي، آلت نتيجتها لفائدة هذا الأخير بنتيجة 4/2.لتضيف فرنسا بذلك لقبها الثاني في تاريخها لبطولة كأس العالم.

للإشارة فقط: فخلال هذه النسخة كانت مشاركة المنتخب الوطني المغربي جد إيجابية واستطاع تمثيل الكرة الإفريقية والعربية أحسن تمثيل، رغم خروجه من الدور الأول. حيث وبفضل جودة لاعبيه، وحنكة مدربه آنذاك الفرنسي*هيرفي رونار* استطاع إرباك منتخبي إسبانيا والبرتغال وإيران. ولولا بعض الأخطاء التقنية الفردية والتحكيمية، لاستطاع المرور إلى الدور الثاني.

نسخة 2022: تعتبر هذه الدورة 22 لبطولة كأس العالم لكرة القدم. والتي ستجرى ولأول مرة في تاريخها فوق أرض عربية. *دولة قطر*. والتي حسب العديد من المتتبعين والخبراء ومن خلال المعاينة، أكدوا أنها ستكون أعظم وأحسن كأس للعالم في تاريخ هذه البطولة. والتي ستتبارى خلالها كل المنتخبات المتأهلة عن القارات الخمس.