فاس وشغف انتظار المشاريع الضخمة


فاس وشغف انتظار المشاريع الضخمة صورة - أ.4.ب
أفريكا فور بريس - محمد بنيس

      فاس بعد أنينها في صمت وشموخ ، بعثت برسائل عدة عبرت فيها شوارعها وأزقتها وأثارها الخالدة ومعالمها ، حتى مدارسها وجامعاتها ومعاهدها ، ومستشفياتها بأناتها وصرخات مرضاها ، لا وبل بمقابرها وزواياها وأضرحة الأولياء فيها ، ناهيك عن مرافق الخدمات الإدارية والاجتماعية والإنسانية ، ناهيك عن معاناة سكانها . عبرت ونبهت صائحة صادحة : كفاكم إهمالا للمسؤولية المنوطة بكم ، ورأفة بأبنائي وزواري وضيوفي ، وكفوا عن استغلالهم أو تعمد تهميشهم أو تضييق ضنك العيش عليهم .   

كانت رسائلها للمنتخبين كافة ، وللوصوليين والانتهازيين والمضاربين والجشعين خاصة ، توضح أن ما حل ويحل بها ليس سوى نتاج تلاعبهم أولا ، وضعفهم وسلبيتهم وجهلهم ثانيا ، لقد بكت عليهم قبل أن تبكي لحالها حتى جفت مقلتاها ، وكاد اليأس ينال منها لولا أن منت عليها اليد البيضاء بالتفاتة مولوية أنعشت بعض مقومات الحياة فيها ، وها قد عاودت بلطفها لتكون فاس من بين المدن التي تحتضن مباريات كأس العالم 2030  وإعطاء التعليميات الملكية للتعجيل ببعض المشاريع المبرمجة لتتحول إلى إنجازات قبل متم شنة 2023 وتعليمات لأن تنجز المشاريع الحيوية التنموية الأخرى بما يلزم من سرعة وإتقان وجودة ، ويحق لفاس أن تقول اليوم : لقد بدأت تنقشع سحابة ثوب الحداد التي أرادت السلبية أن تلبسها لجماليتها وتاريخها وعراقتها . وترحب باطلاع السكان عليها للعلم والتبريك . لأنها مشاريع ستفتح ثغر المدينة من جديد وتعيد بسمتها المفتقدة دامت لزمن قد يكون له مكان في مزبلة النسيان ؟     

 إن من الإيجابيات الكبيرة التي سيخلفها احتضان المغرب لمباريات من كأس العالم 2030 أنها ستعرف إنجازات ضخمة في زمن قياسي والتي فتحت أوراش بعضها والتي لها صلة بفاس ، عمدت أن أوردها ولو اعتمادا على فيديوهات ترويجية منشورة ، أعدها بديلا على غياب أي مبادرة أو نشاط مماثل تدعو الحاجة إليه بإلحاح حول موضوع النهوض بفاس وحول دعمها لاحتضان كأس العالم.

                

    1 – إنجاز خط سككي لقطار فائق السرعة يربط بين فاس والرباط . إذ بعد دراسة الجدوى من الناحية السوسيو اقتصادية وبواسطة شركاء للتمويل ، من المنتظر التسريع بإنجازه ليصبح حقيقة تربط القطار بين العاصمة الإدارية والعاصمة الروحية عبر العاصمة الإسماعيلية والخميسات                    

      2 – الطريق السيار للربط بين فاس ومراكش باعتبارهما مدينتين تاريخيتين هما من مدن احتضان كأس العالم ، وسيمر عبر خنيفرة وزاوية الشيخ وبني ملال حيث يلتقي مع مثيله المكمل الرابط بين بني ملال ومراكش ، وذلك ليساهم في تنمية عدد من الأقاليم ويعزز السياحة بمناطق جبال الأطلس المتوسط ، علاوة على تقليص المسافة وزمن قطعها بين المدينتين.                                                  

      3 – ترامواي فاس : وكنت كواحد من أبناء المدينة العاشقين الملهمين بما حباها الله ، قد نشرت يوم 8 نونبر 2017  اقتراحا في قالب قصة توحي بانتقال المدينة إلى مستوى المدن الذكية لما لها من مؤهلات ليست إلا نتاج التراكم التاريخي والعلمي والفني والمهارات المتوفرة والتي تستحق التطور . وكان من بين المقترحات أن يكون لها ترامواي كوسيلة نقل بيئية تقرب بين مناطقها وتسهل مواصلات سكانها والمقيمين بها ، وكان قد بلغ لعلمي أن الفكرة طرحت في أحد الاجتماعات حينها ، وها قد أعيد طرحها ، رغم أنف أحد من نصب رئيسا مهزوزا بحقده ، عرقله بالقول . لن يرى المشروع نورا إلا على  جثتي . ولكن وبفضل غيورين على المدينة ، تجاوزه المشروع وأصبح حقيقة ستعيد لفاس بسمتها على غرار المدن المحتضنة لكأس العالم وسيتم الشروع في إنجازه ليبقى المعترض دفين حقده وضعف وقصر نظره 

4 – تهيئة ملعب فاس الكبير – وأتمنى أن يطلق عليه اسم لائق تستحق فاس أن تتشرف به – وستنطلق أشغال محيطه الخارجي ومرافقه قريبا ، وبعد انتهاء مباريات كأس إفريقيا 2025 تتم توسعة الملعب وإزالة حلبة ألعاب القوى بحفر عدة أمتار وبناء مدرجات جديدة مغطاة بأسلوب فني رائق وبكفاءة صناع معاربة مقتدرين                                                                                           

       5 – المسرح الكبير للمدينة الذي جاء بعد تأخر استمر لفترة طويلة حالت دون النهضة الفنية وإحجام الكفاءات عن تنشيط مدينتهم متوجهين للتنشيط في جهات أخرى أو على الشاشة ، وسيتم إنجازه بنفس السرعة القياسية على مساحة 1،6 هكتار بكل المرافق الضرورية المطلوبة ومنها 1010 من المقاعد ، ومعهد للفنون الجميلة ومعهد للفن الكيوغرافي إضافة إلى مركز ثقافي                                  

     6 – سمارت فاكتوري أو المصنع الذكي الذي يعتبر أول منظومة للجيل الرابع تقام على مساحة 11 هكتارا ونصف ، مخصصة لمصانع ذكية , ويضم حاضنة المشاريع وخدمات هندسية ومختبرات للبحث والتطوير ، ويستوعب 40 حامل للمشروع و 30 مقاولة ناشئة مبتكرة و 5 وحدات للبحث التكنولوجي ولعله سيكون جاهزا نهاية 2023                                                                          

     7 – تيكنو بارك فاس . ينجز بهيكلة وتوسعة البناية التي كانت مخصصة لمكتبة ضخمة ، ليتم تحويلها إلى إنجاز مشروع ضخم يغطي مساحة 1597 مترا مربعا بهدف تسريع وثيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، ويعرف إنشاء حاضنة جهوية للمشاريع المبتكرة مع تشجيع المقالات الناشئة ، إضافة إلى استوديو للإنتاج السينمائي والتلفزيوني مع عدة أبناك ومركز بريد وقاعات ألعاب رياضية               

  8 – قصر المؤتمرات بفاس . والذي سيكون عبارة عن منصة لتطوير الأعمال والسياحة ، يتسع 5000 مقعد مع استهداف سياحة الأعمال باعتباره مركزا حديثا لتبادل الأفكار وتعزيز التعاون الاقتصادي  

     9 – البرنامج التكميلي للنهوض بالمدينة القديمة ، وذلك لتعزيز الجاذبية السياحية والثقافية ، والحفاظ على المهن التقليدية كما النهوض بظروف عيش المواطنين ، مع المحافظة على الطابع المعماري والتاريخي للمدينة والعمل على النهوض بإشعاعها كمدينة الألفية المصنفة تراثا إنسانيا عالميا , وهذا عن طريق ترميم 11 معلمة تاريخية وموقعا رمزيا و 10 دور عبادة ومدارس قرآنية ، إضافة إلى 40 مكانا للرفاهية وإعادة تأهيل 39 مكانا للحرف التقليدية والتجارية وتحسين المهن البيئية العمرانية لسبعة عشر موقعا من بينها دار المكينة – باب المكينة -                                            

 10 -  المرحلة الثانية من الجامعة الأورو متوسطية لتوسعة مساحتها وآفاق التكوين فيها ، حيث من المنتظر أن يتم الإنجاز عند سنة 2025 لتعزيز الاستقرار والتكامل الجهوي في المنطقة الأورو متوسطية من خلال تكريس الحوار والتبادل الثقافي والتعاون الاقتصادي في مجال الابتكار. 

                                             

اترك تعليقاً