فاس وأول المستشفيات بالمغرب: مرستان سيدي فرج


فاس وأول المستشفيات بالمغرب: مرستان سيدي فرج
أفريكا فور بريس - محمد التهامي بنيس

      مرستان سيدي فرج وأسسه السلطان أبو يوسف يعقوب المريني سنة 685 هجرية، ثم قام أبو عنان بتجديده وتحديثه سنة 766 هجرية، ليتمكن مصابو الأمراض العقلية من العلاج بطريقة تليق بهم وتمكنهم من الخروج من أزمتهم النفسية والعودة لحياتهم الطبيعية. ويعتبر هذا المرستان من أقدم المستشفيات بالعالم العربي لعلاج الأمراض النفسية والعقلية، بل وهناك من يقول أولها في العالم باعتبار طريقة العلاج المتبعة وتقنياتها المتقدمة، حيث تمكن العديد من المرضى من العلاج بطريقة حضارية، تمثلت في العلاج بالموسيقى الهادئة وخاصة موسيقى الآلة، حيث تطل عليها النساء أثناء الاستماع، من الطابق العلوي المخصص لهن، ويطل المرضى من الرجال عليها من الطابق السفلي المخصص لهم، فيستمعون للأنغام التي تجمع بين الموسيقى وتغاريد الطيور، وكم كانت الموسيقى تنسجم مع زقزقة الطيور وهي تحلق أو ترسل تغاريدها  من أعشاشها  التي كانت تبنيها وسط أشجار حديقة المستشفى مما يعالج اضطرابات المرضى بعد فترة كانت تطول أو تقصر حسب حالة المريض.

ولكن في إطار السياسة الفرنسية لمحو آثار العناية بالصحة والطب المغربي، تم ترحيل مرستان فاس من موقعه في سيدي فرج وإغلاقه ونقل مرضاه لوجهة أخرى كانت على الأغلب في منطقة سيدي بوجيدة سنة 1944.

أما عن العلاجات الطبية الأخرى في الطب الحديث في المغرب، فتجدر الإشارة إلى تواجد بنايات طبية أجنبية خاصة في طنجة منذ 1892م، بموازاة تجربة طبية دينية إسبانية أخرى بتطوان في نفس الفترة، حسب مصادر قليلة وبوصف ضعيف وشحيح، مع الإشارة إلى مستشفى خاص باليهود بطنجة أنشئ 1904 بمبادرة من حاييم بنشيمول، وقد هدم سنة 2010 نظرا للتوسع العمراني بالمدينة *5. أما في الطب العسكري فارتبط الأمر بالمستشفى العسكري بالدار البيضاء 1911 ونظير له بالرباط 1915 مع لبنة أول مستشفى مدني كانت مجاورة كفرع للمستشفى العسكري بالدار البيضاء أحدثت 1913 بينما افتتاح أول مستشفى للمغاربة المسلمين واليهود بهذه المدينة  لم يكن إلا عند سنة 1917.

اترك تعليقاً