طالبان تحظر صالونات التجميل النسائية في أفغانستان
أمرت حكومة طالبان الأفغانية السلطات في العاصمة كابول والمحافظات بإغلاق المئات من صالونات التجميل التي تديرها نساء في غضون شهر وإلغاء تراخيص جميع الصالونات على الفور، مشيرة إلى أن التوجيه نابع من مرسوم أصدره المرشد الأعلى لطالبان، هبة الله أخوندزادة، ولم يفصح عن المزيد من المعلومات.
وأشار المتحدث باسم وزارة الأخلاق محمد صادق عاكف للصحفيين إلى أن "آخر موعد لإغلاق صالونات التجميل للنساء هو شهر واحد"، وحذرت الوزارة من اتخاذ إجراءات قانونية بحق المخالفين لكنها لم تذكر تفاصيل.
ويعد هذا القرار هو الأحدث في سلسلة من القيود التي تمنع وصول المرأة إلى العمل والأماكن العامة في الدولة، فمنذ أن استعادة طالبان السلطة في أفغانستان منذ ما يقرب من عامين، منعت الفتيات من متابعة التعليم بعد الصف السادس، وأمرت العديد من العاملات في الحكومة بالبقاء في المنزل، ومنعت الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة الأخرى من توظيف النساء، وتم أيضا منعهن من ولوج الأماكن العامة مثل الحدائق، وصالات الألعاب الرياضية، والحمامات.
وحسب وسائل الإعلام المحلية، فقانون الحظر الأخير من شأنه أن يجعل آلاف النساء العاملات في صالونات التجميل عاطلات عن العمل وسط الأزمة الاقتصادية في أفغانستان ويهدد أسرهن بالفقر بسبب عدم وجود وظائف لأفراد الأسرة المذكورة.
ودعت الأمم المتحدة طالبان إلى وقف مرسوم إغلاق صالونات التجميل. وغرد مكتب الأمم المتحدة في كابول على تويتر "هذا القيد الجديد على حقوق المرأة سيؤثر سلبا على الاقتصاد ويتعارض مع الدعم المعلن لريادة الأعمال للمرأة."
كما طالبت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بشكل عام بإنهاء القيود المفروضة على وصول المرأة الأفغانية إلى الحياة العامة والتعليم، محذرة من أن هذه السياسات جعلت من "شبه المستحيل" على العالم منح الشرعية لحكومة طالبان.
ورفض أخوندزاده الدعوات إلى تخفيف القيود المفروضة على النساء، وأصر على أن حكومته تدير البلاد بما يتماشى مع الثقافة الأفغانية والشريعة الإسلامية.
وكانت حركة طالبان قد شنت تمردا مميتا واستولت على السلطة في غشت 2021 عندما سحبت الولايات المتحدة وحلفاء الناتو جميع قواتهم من أفغانستان بعد ما يقرب من 20 عاما من المشاركة في الحرب التي كانت تقودها الولايات المتحدة في البلاد بعد أسابيع من هجمات شتنبر 2001 الإرهابية ضد أمريكا وأطاحت بحكومة طالبان آنذاك من السلطة لإيوائها قادة القاعدة المتهمين بالتخطيط للهجمة.