شباب طموح يحمل لواء لون موسيقى مغاير في الجاز المغربي


شباب طموح يحمل لواء لون موسيقى مغاير  في الجاز المغربي صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      بمناسبة اليوم العالمي لموسيقى الجاز، الذي يتم تخليده في 30 أبريل من كل عام ، تبرز مكانة هذا اللون الموسيقي الذي دخل المشهد الموسيقي المغربي من خلال شباب طموح يحمل لواء لون موسيقي مغاير.

إذ في أدبيات الجاز العالمية ، هناك خصائص ومميزات تطبع هذا اللون الموسيقي منها كونه وسيلة لتعزيز الابتكار الفني والارتجال وأشكال التعبير الجديدة، مع التشجع على دمج أصناف الموسيقى التقليدية في الأصناف الجديدة للموسيقى.
وضمن هذه الأدبيات، هناك فئة مهمة من الشباب المغربي المولع بالألوان الموسيقية غير التقليدية ، تجد نفسها ضمن خانة صناع وعشاق الجاز كوسيلة تعبيرية مغايرة عن انشغالات ذاتية واجتماعية ولو بطرق سهلة وبسيطة في متناول جمهور عريض.
ما أتاح بهذا المعنى للجاز المغربي أن يصبح وهو مستوحى  أساسا من ألوان أجنبية ، وسيلة لتكسير الحواجز وخلق فرص للتفاهم المتبادل والتسامح ، كما أنه وسيلة للتفاعل وتحفيز الحوار بين الفنون والثقافات.
وتبقى الخاصية الفريدة للجاز المغربي هو مزجه بألوان موسيقية محلية ، وهو ما أسر به ، السيد عبد اللطيف بن أوحود ، مدير المعاهد الموسيقية للدار البيضاء ورئيس الجوق السمفوني للمعهد الموسيقي للدار البيضاء. معتبرا أنه من خلال هذا اللون الموسيقي دخلت الموسيقى الكناوية والأمازيغية وغيرها إلى عالم الجاز، حيث امتزجت عدد من الآلات وحصل تفاعل بينها.
وبعد أن أشار إلى أن الجاز هو عبارة عن ارتجال فيه تعبير روحاني بالاعتماد على إيقاع موسيقي، قال إن هناك جازا أمريكيا في مقابل جاز أوروبي " يختلفان في الإيقاع والنغمة "  بيد أن المغاربة وخاصة الشباب ، كما قال ، يميلون كثيرا للجاز الأوروبي نظرا لوجود قرب جغرافي من أوروبا.
وحسب مدير المعاهد الموسيقية للدار البيضاء ، فإن الكلمة التي يتم استثمارها في الجاز، هي " ارتجالية حسب ظروف وحالات وأزمات ، وهي تلقائية في ما يتعلق بالتعبير، ولا يتم إعدادها مسبقا".
أما عن مكانة الجاز ضمن التكوين الموسيقي بالمغرب ، فأكد أنه  لا يدرس حاليا بالمعاهد الموسيقية المغربية لعدة عوامل منها عدم توفر أساتذة يلقنون الدروس المتعلقة بهذا اللون الموسيقي، مشيرا إلى وجود موسيقيين مغاربة كثر في مجال الجاز،" لكن من الصعب إشرافهم على تلقين دروس تتعلق بالجاز".
 وأكد أن ذلك لا يقف أمام طموح الشباب المغاربة ، موضحا أن هناك شبابا مغاربة يقومون ببحوث عبر الشبكة العنكبوتية، وساهموا في تكوين أنفسهم في مجال موسيقى الجاز. إذ تزخر الساحة الفنية المغربية بأسماء لها باع في مجال الجاز، والتي تغني بشكل منفرد أو ضمن مجموعات موسيقية ، حيث يتم المزج بين ألوان موسيقية عالمية ومحلية ( كناوة، الموسيقى الأمازيغية).
وبخصوص تاريخ فن الجاز بالمغرب، فإنه يعود ، حسب بعض الباحثين ، إلى خمسينيات القرن الماضي، حيث كانت تنظم جولات وطنية لموسيقى الجاز، وهو ما تواصل من خلال المهرجانات الشهيرة في المغرب. ويتعلق الأمر بمهرجانات موسيقى الجاز في شالة أو طنجاز و جازابلانكا أو حتى الجاز تحت شجرة الأركان بالصويرة ، وهي التظاهرات التي توفر ثراء فنيا فريدا.
وتبقى الإشارة إلى أن الجاز، حسب مختلف الباحثين، له وظائف كثيرة منها أنه أداة مهمة لتحقيق حرية التعبير؛ ورمز للوحدة والسلام؛ كما يعزز دور الشباب في تحقيق التغيير الاجتماعي.
وتجدر الإشارة إلى أن الأسرة الدولية أعلنت يوم 30 أبريل يوما دوليا لموسيقى الجاز، وذلك خلال دورة عقدها المؤتمر العام لليونسكو في نونبر 2011. وكانت الغاية منذ ذلك الوقت وإلى اليوم هي أن يجمع اليوم الدولي لموسيقى الجاز العديد من المجتمعات المحلية والمدارس والفنانين والمؤرخين والأكاديميين ومحبي موسيقى الجاز في شتى أنحاء العالم للاحتفال بفن موسيقى الجاز ومعرفة المزيد عن جذوره ومستقبله وتأثيره.
أما حسب الإنجليزية : Jazz ، فإنه لون موسيقي نشأ في المجتمعات الأمريكية الأفريقية في نيو أورلينز، الولايات المتحدة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
وقد تطور الجاز من جذور تعود إلى البلوز والراجتايم ، حيث ينظر إليه على أنه بمثابة الموسيقى الكلاسيكية الأمريكية.

اترك تعليقاً