دبلوماسية العالم الإسلامي وتحولات التوازن الدولي" موضوع ندوة بفاس "


دبلوماسية العالم الإسلامي وتحولات التوازن الدولي صورة - أ.4.ب
أفريكا فور بريس - فاطمة المستاري

       نظم ماستر الدبلوماسية الدينية بتنسيق مع عمادة كلية الشريعة بفاس محاضرة افتتاحية للدورة الربيعية في موضوع " دبلوماسية العالم الإسلامي وتحولات التوازن الدولي "، ألقاها  الأستاذ "تاج الدين الحسيني "، الأستاذ "تاج الدين الحسيني " أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس أكدال،   بحضور عميد الكلية الأستاذ عبد المالك اعويش و منسق الماستر  الأستاذ عبد المالك العلمي ، وحضرها ثلة من الأساتذة و الباحثين، بالإضافة إلى الطلبة  من جميع المستويات.

و بعد افتتاح هذه الندوة بآيات من الذكر الحكيم، ثم النشيد الوطني، قدم الأستاذ "عبد المالك العلمي ورقة تعريفية بماستر " الدبلوماسية الدينية "  من خلال المواد المدرسة، والتي تجمع بين ما هو شرعي وقانوني ولغوي وتواصلي.

بعدها ألقى  الأستاذ تاج الدين الحسيني  عرضا مفصلا حول موضوع دبلوماسية العالم الإسلامي وتحولات التوازن الدولي،مستهلا بالتأصيل لمفهوم الدبلوماسية منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وصولا الى الدبلوماسية في عصرنا الحاضر، حيث بين أن الدبلوماسية تجاوزت إطار الدولة المركزية وخرجت عن هيمنتها وقال "إنها أصبحت بمثابة الملك المشاع الذي يساهم فيه الجميع" مشيرا إلى الدور الكبير الذي يلعبه المغرب في مجال الدبلوماسية الدينية تاريخيا.  

ففي سنة 1969 عندما أقدم الصهاينة على إحراق المسجد الأقصى  كان رد فعل المملكة المغربية قويا حيث طالبت بعقد مؤتمر للبلدان الإسلامية  من أجل تحديد موقف صريح إزاء هذا الحدث الشنيع، وتحديد الرؤى لآفاق التعاون الممكنة بين مجموعة من البلدان الإسلامية ، فكانت النتيجة تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي سنة 1972.

وفي سنة  1989 تم توقيع اتفاقية إنشاء اتحاد المغرب العربي، و من خلالها تم تجاوز المشاكل التي عرفتها مسألة الوحدة المغاربية بعد الاستقلالات السياسية لبلدان المنطقة، لكن النظام الجزائري كان هو حجرة العثرة الوحيدة في هذا النوع من المشروع الطموح الذي كان سيعطي للمغرب الكبير نموذجا شبيها بالاتحاد الأوروبي. 

و لم يفت المحاضر الفرصة للحديث عن أطماع بعد الدول كفرنسا و رغبتها في تأجيج الصراع بين البلدين الجارين من أجل الحفاظ على مصالحها. لكنه نوه بما حققته بعض دول أفريقيا الغربية من خلال إصرارها على الانفلات من قبضة فرنسا و أن هذه الإخيرة مهددة بفقدان الموارد التي تجلبها من هذه البلدان.

 وأضاف أن هناك تطور جديد في العلاقات الدولية  معبرا عن خشيته من أن لا يستفيد العالم الإسلامي من هذا التطور، و هذه  التحالفات الكبرى ذات الطبيعة المالية التي تصنع اليوم بين الصين وروسيا وجنوب افريقيا. و بالتالي  لابد  من الاشتغال و التحرك من أجل مواجهة تحديات بلدان العالم الإسلامي و على رأسها  الحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار والسلم في هذا الفضاء الإسلامي.  منبها إلى أنه ينبغي أن نحافظ على العلاقة الطيبة مع الشعب الجزائري لأنهم  إخواننا في العروبة والدين والعلاقات العرقية والقبلية. 

و في الختام طرح الأستاذ تاج الدين الحسيني سؤالا محوريا حول ما  لذي يمنع الدول الإسلامية من أن تشكل قوة ضاغطة وتضع مشاريع وتتخذ قرارات؟ مرجعا السبب إلى كون هذه البلدان ليس لها نفس الأهداف وليس لها نفس النظرة، كما أنه بدون تطور علمي لا يمكن للعالم الإسلامي أن يخرج من حالة التبعية. و بالتالي لا بد من إرادة سياسية ووعي حقيقي بدور الدبلوماسية. 

اترك تعليقاً