الشعر والتصوف والتعبير عن القيم الروحية والمعرفة الإشراقية


الشعر والتصوف والتعبير عن القيم الروحية  والمعرفة الإشراقية
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      في ندوة، قاربت علاقة الشعر بالتصوف في بعدها التاريخي والمعرفي، التأم نقاد وشعراء، يوم أمس السبت بالدار البيضاء ، بتنظيم من المركز الثقافي كمال الزبدي (بنمسيك)، بشراكة مع جمعية شتلة للثقافة والفنون حول موضوع "الشعر والتصوف"، وأفضت هذه الندوة إلى عدة مخرجات، من ضمنها التأكيد على أن عماد هذه العلاقة هو القيم الروحية وغايتها المعرفة الإشراقية، وأن المعرفة الإشراقية هي في جانب منها، الكشف أو انبعاث نور من العالم غير المحسوس إلى الذهن من أجل تحقيق غايات تكرس المعاني الإنسانية النبيلة التي تنتصر للحياة والإنسان.

فبعض المتدخلين وصفوا العلاقة من عدة زوايا من أنها  تاريخية ومتجددة ومركبة، لكن قاسمها المشترك هو اللغة والإشارة، خاصة في شقها المعرفي: فالناقد علوط، ركز على التجربة الشعرية لصلاح بوسريف، قائلا إن القول الشعري، في هذه الحالة وغيرها، يتحول إلى أثر عابر لخرائطية الدائرة الشعرية، وذلك ضمن إعادة بناء المعنى الشعري في تأسيساته الكونية.

وبعد أن لفت إلى أن نرجس الأنا الشعري ينغمس في المجال الصوفي، قال إن تجربة صلاح بوسريف تنبني في جانب منها على استعارات بليغة ورمزية روحية تنتقل من مقام السمعي إلى مقام الرؤية، وأن تجليات العلاقة بين الشعر والتصوف عميقة في شعر بوسريف، مع  التساؤل عن سبب اختيار الكثير من المتصوفة للشعر من أجل التعبير عن رؤاهم،  ليؤكد أن المتصوفة أدركوا أن اللغة الوحيدة التي تفضي إلى المراد هي لغة الشعر من خلال المجاز والتخييل.

أما الناقد الفني، عبدالله الشيخ، انتقل من دائرة هذه العلاقة ليضيف إليها الفن التشكيلي عبر التركيز على تجربة الفنانة لبابة لعلج التي تؤكد في أعمالها على مركزية الحب والعودة إلى الذات الصغرى التي تحتضن الذات الكبرى، مستحضرا، في نفس الآن، تجارب شعراء مغاربة منهم عبد الكريم الطبال وأحمد بلحاج أيت وارهام وغيرهم، وذلك من أجل التأكيد بشكل خاص على أن المعرفة الشعرية والصوفية تنتصر، في كلا الحالتين، للباطن مع التمسك بالقيم الروحية.

ترى هل هي الصدفة أو انخراط عن بعد بهذه الندوة الهامة ، في افتتاح مهرجان الموسيقى الروحية يومه 20 أبريل بفاس ؟

اترك تعليقاً