الانتقال الطاقي وندرة المياه محور قمة دولية بمصر
في موضوع انتقال الطاقة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، عرفت الاسكندرية (غرب القاهرة) اليوم أعمال القمة الأورومتوسطية للمجالس الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسات المماثلة، حول موضوع "انتقال الطاقة في المنطقة الأورومتوسطية"،حيث ستستمر على مدى يومين بمشاركة أوليفر روبك رئيس اللجنة الأوروبية الاقتصادية والاجتماعية، وناصر كامل الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، وجوزيب فيريه المدير التنفيذي لمؤسسة "آنا ليند" وأحمد الوكيل رئيس اتحاد غرف البحر المتوسط للتجارة والصناعة وخبراء ومسؤولين من الضفتين في مجال الطاقة.
ومن المنتظر أن تناقش القمة مشكلة التصحر وندرة المياه حول العالم وفي المنطقة المتوسطية، وموضوع التحول الرقمي واستخدامات الطاقة النظيفة في بلدان المنطقة.
وفي هذا الصدد، قال رئيس اللجنة الأوروبية الاقتصادية والاجتماعية، إن الكثير من دول العالم أصبحت تعاني من الفقر المائي، مشيرا إلى أن المياه شرط أساسي لبقاء الإنسان وبقاء المجتمع وهي مهمة أيضا من أجل الزراعة والطاقة وأمن كوكب الارض، وأن مشكلة ندرة المياه أصبحت مشكلة عالمية تشكل عبئا مستمرا على المجتمعات، مضيفا أن هناك 1،4 بيلون نسمة يعيشون في مجتمعات تعاني من ندرة المياه، وأن المياه تسببت في كثير من الحروب، مبرزا أن هناك قرابة 460 نزاعا اندلع بسبب المياه في عام 2010 وهو ما يفرض تكاتف كل الجهود من أجل وضع أطر عامة لاستخدام المياه العذبة في العالم بما في ذلك في أوروبا التي ليست بعيدة عن الفقر المائي.
وفي موضوع الطاقة النظيفة، أكد أوليفر روبك أن الانتقال نحو التكنولوجيا الرقمية لا رجعة فيه من أجل التحول نحو الطاقة النظيفة في العالم، مسجلا أن الحرب الروسية الاوكرانية كشفت أهمية استخدام مصادر طاقة بديلة غير الطاقة الأحفوري وكذا أهمية تنويع مصادر الطاقة خاصة الطاقة المتجددة.
وأجمع المشاركون في أعمال
القمة، في هذه الجلسة الافتتاحية على أن
العالم مر بصدمات قوية جراء تداعيات جائحة كورونا وبعدها الحرب الروسية
الأوكرانية، وإن الطاقة المتجددة في ظل هذا الوضع المعقد أصبحت أمرا حيويا سواء
على مستوى القطاع الخاص أو العام، وأكدوا أهمية تكاتف الجهود من أجل تجنب تداعيات
التغيرات المناخية التي يشهدها العالم ومن أجل بناء مستقبل أفضل لشعوب منطقة حوض
البحر المتوسط. ولفتوا إلى ان دول جنوب البحر المتوسط تعاني من محدودية الموارد
التي لا تتماشى مع المتطلبات الراهنة ومن التغير المناخي الذي عمق الأزمة، مبرزين
أهمية الاتجاه نحو مشاريع تحلية مياه البحر باستخدام الطاقة المتجددة من أجل تلافي
التأثيرات السلبية للفقر المائي.
وستسلط جلسات القمة الدور على الفرص والتحديات المتعلقة بانتقال عادل للطاقة في
بلدان ضفتي المتوسط، وسبل تحسين كفاءة وتحفيف الاثار السلبية للانتقال الطاقي
وانتقال الطاقة كوسيلة لزيادة أمن الإمدادات وطرق زيادة كفاءة المياه وتعزيز
التعاون في مجال المياه داخل اليوروميد، والتحول الرقمي كأولوية رئيسية لشراكة
الاتحاد الأوروبي المتجددة مع جواره الجنوبي ودور هذا التحول كموجه أساسي للتنمية
الاقتصادية الشاملة وخلق فرص العمل على ضفتي البحر الأبيض المتوسط.