إجراء أول عملية زراعة الخلايا الجذعية الذاتية بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة
تمكن فريق طبي، مؤخرا، من إجراء عملية لزراعة الخلايا الجذعية الذاتية بالمركز الاستشفائي الجامعي بطنجة، هي الأولى من نوعها على مستوى جهة طنجة-تطوان-الحسيمة.
وتم القيام بهذه العملية بمصلحة أمراض الدم بالمستشفى الجامعي بطنجة، تحت إشراف الدكتورة صفاء الركراكي، وبتعاون مع فريق متعدد الاختصاصات مكون من أطباء وممرضين من مختلف المصالح السريرية والإحيائية.
ونوه مدير المركز الاستشفائي الجامعي، البروفيسور امحمد الحريف، في ندوة نظمت بدار الحياة التابعة لمركز الأنكولوحيا بطنجة، بهذه التجربة الناجحة على مستوى المركز، والتي تشكل شرارة الانطلاقة لمسلسل تطوير العلاجات من المستوى الثالث ذات جودة لفائدة ساكنة الجهة، معتبرا أن الطاقم الطبي والتمريضي والإداري والتقني بالمركز الاستشفائي الجامعي أبان عن قدرة كبيرة على الاندماج في المنظومة الصحية الجهوية ومنح علاجات مبتكرة.
وقال إن "هذا التدخل الطبي كان يبدو قبل بضع سنوات كحلم، وها هو اليوم يصبح حقيقة"، مبرزا أن هذا النجاح هو ثمرة تعاون متين بين مختلف المتدخلين (أطباء، ممرضين، علماء أحياء، إداريين) واصطفافهم من أجل تحقيق هذا الهدف.
واعتبر أن هذه العملية هي انطلاقة رائعة ستسمح للمركز الاستشفائي الجامعي في المساهمة في صقل صورة قطاع الصحة العمومية لدى المواطنين، وإعطاء صورة عادلة وحقيقية للطاقم الطبي الذي يقاتل كل يوم من أجل تطوير العرض العلاجي لفائدة المرضى، مشددا على أن هذا النوع من العمليات يمنح للمواطنين الأمل في المنظومة الصحية الوطنية.
في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشارت البروفيسور الركراكي صفاء، رئيسة مصلحة أمراض الدم بالنيابة، إلى أن هذه العملية الأولى من نوعها بالجهة جرت على مستوى وحدة "الفصادة العلاجية" التي تمت تهيئتها بمركز الأنكولوجيا بطنجة، حيث تمكن الفريق الطبي من القيام بمختلف مراحل العملية، من أخذ الخلايا الجذعية وفصلها وجمعها ثم زراعتها.
وقد تم إجراء العملية لفائدة مريضة تبلغ من العمر 49 سنة مصابة بالسرطان النخاعي المتعدد، والتي تم التكفل بها في المستشفى يوم 20 فبراير الماضي وخرجت من المستشفى يوم 8 مارس الجاري بعد إجراء العملية دون أية مضاعفات، موضحة أن العملية تمت في ظروف جد جيدة بفضل الجهود المبذولة من قبل كل المتدخلين.
وأوضحت البروفيسور الركراكي أن الهدف من عملية زراعة الخلايا الجذعية الذاتية هو تعزيز الاستجابة التي يتم الحصول عليها من خلال العلاج الكيمائي وإطالة أمدها إلى أبعد حد ممكن، مشيرة إلى أن هذه التقنية، التي تعتبر من بين العلاجات الخلوية، تشكل علاجا منقذا للحياة للعديد من الأمراض، خاصة المصابين بالأورام الدموية الخبيثة.
وأكدت أن تطوير العلاج الخلوي بجهة طنجة تطوان الحسيمة سيمكن من إنقاذ وعلاج العديد من المرضى، مبرزة أن الهدف يتمثل في جعل هذا العلاج عملية اعتيادية على مستوى المركز الاستشفائي الجامعي، حيث سيتم استقبال مريضة ثانية الأسبوع المقبل، بينما ينتظر مرضى آخرون في قائمة الانتظار.
بدوره، اعتبر رئيس لجنة زراعة الأعضاء بالمركز الاستشفائي الجامعي، البروفيسور خلوق عبد الخالق، أن هذه العملية الأولى من نوعها بالمركز ستفتح الباب لتطوير نشاط زراعة الأعضاء على صعيد الجهة.
وأعلن عن أن المركز سينشئ في الأشهر المقبلة نشاط زراعة الأعضاء والأنسجة والخلايا البشرية، مؤكدا على أن إدارة المركز تعمل جاهدة لإنجاح المشروع الذي سيساهم في تحسين حياة المرضى بالجهة.
وتم خلال الندوة، التي حضرتها مديرة مركز الأنكولوجيا بطنجة ومهنيي الصحة بالجهة، جرى تقديم عرض حول استخدام الخلايا الجذعية الدموية في طب تجديد الأنسجة ومسلسل التنسيق بين مختلف المتدخلين.