أصداء مهرجان العرائش للتعايش الثقافي


أصداء مهرجان العرائش للتعايش الثقافي صورة - تعبيرية
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      سافر جمهور مهرجان العرائش الدولي لتلاقح الثقافات، مساء الأحد، على متن جسر فني وموسيقي عابر للمحيط الأطلسي من المكسيك إلى المغرب، أقامه الأداء الباهر لفرقتين فلكلوريتين قادمتين من بلاد الأستيك.

وتحل الثقافة المكسيكية، بموسيقاها البديعة ورقصاتها المتناسقة وأزيائها الخلابة، ضيف شرف على فعاليات الدورة الثانية عشرة من مهرجان العرائش الدولي لتلاقح الثقافات، الذي صار منصة تلتقي فيها مختلف تعبيرات ثقافات الشعوب الأصيلة من قارات العالم.

وكان أداء مجموعة الرقص الفلكلوري للأطفال والشباب القادمة من بلدة أتيزابان دي ساراغوسا مبهرا حيث خطف أنفاس المشاهدين الذين ملأوا جنبات قاعة العروض بالمركز الثقافي ليكسوس، حيث تناغمت ألوان الفساتين النسائية الآسرة للعين مع حركات الراقصات وفق توليفات دائرية، فيما لبس الرجال أزياء تقليدية معتمرين القبعات المكسيكية الشهيرة.أما فرقة الباليه الفولكلوري القادمة من مدينة يولوتزين، فقد قدمت عرضا موسيقيا وكوليغرافيا يجمع بين أناقة الراقصات والراقصين والموسيقى التقليدية والرقص الشعبي لهذه المنطقة الواقعة شرق دولة المكسيك، وهو العرض الذي تفاعل معه جمهور المهرجان بكثير من الحماس.

بهذه المناسبة، أعربت سفيرة المكسيك لدى المملكة المغربية، مابيل غوميز أوليفر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادتها في أن تحل المكسيك ضيف شرف على مهرجان تلاقح الثقافات بالعرائش لتقديم ثقافة بلدها من خلال الرقص والموسيقى، موضحة أن هذه المشاركة تروم "تحقيق التقارب ين المكسيك والمغرب في إطار تبادل ثقافي يرتكز على الصداقة والأخوة".

كما تضمن العرض وصلات موسيقية شعبية من المغرب ومن رومانيا ومجموعات فلكلورية أوروبية أخرى، رسمت لوحة التنوع الثقافي الذي تعكسه الموسيقى الأصيلة لدى شعوب العالم، وهو حال فرقة الرقص القادمة من رومانيا التي لقي أداؤها استحسانا كبيرا لدى الجمهور، وأيضا فرقة الموسيقى الأمازيغية التي قدمت جانبا من التراث المغربي الغني.

بهذا الخصوص، اعتبرت سفيرة رومانيا لدى المملكة المغربية، ماريا شيوبانو، أن المهرجان مناسبة مواتية لاكتشاف جمال مدينة العرائش، فضلا عن فكرته الرائعة التي تمكن من التعرف على ثقافات العالم، مبرزة أن "العلاقات بين المغرب ورومانيا قوية، وهي متنوعة وعميقة، والبعد الثقافي حاضر بقوة في هذه العلاقات المتميزة".

 من جهتها، قالت الجهات المنظمة، في كلمات بالمناسبة، إن المهرجان صار موعدا ثقافيا قارا في أجندة إقليم العرائش، حيث يتيح التعريف بالمؤهلات الطبيعية والسياحية للإقليم، كما جعل من مدينة العرائش عاصمة لثقافات الشعوب الأصيلة، وملتقى للحوار الثقافي والتبادل الموسيقي بين شعوب العالم.

وضم برنامج المهرجان تنظيم ورشات في عدد من حرف ومهن الصناعة التقليدية المغربية، لاسيما صناعة الزليج المغربي الأصيل، والخزف، والسيراميك، وخياطة شباك البحر، وورشات في طبخ سمك السردين على طريقة سكان مدينة العرائش في أواني "تاغرا" أو عبر الفرن.

وتروم هذه الورشات التعريف بمجموعة من خصوصيات التراث المادي واللامادي لمنطقة العرائش.في هذا الصدد، اعتبر وليسون رودريغيز، من الفرقة الموسيقية مون جوفي القادمة من كولومبيا للمشاركة في المهرجان، أن "الأنشطة الرائعة والورشات حول عدد من حرف للصناعة التقليدية المغربية تعكس هوية البلد العريقة وتقدمها للفرق المشاركة من مختلف البلدان"، معتبرا أن "المهرجان موسيقي لكنه يعكس بالفعل الثقافة والإرث الحضاري للمغرب".

يذكر أن هذا المهرجان ينظم بمبادرة من جمعية اللوكوس للسياحة المستدامة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وبدعم من مجلس اقليم العرائش ومجلس جهة طنجة- تطوان-الحسيمة، ويعرف مشاركة فرق موسيقية وفعاليات ثقافية من بلدان أوروبية ولاتينية وأسيوية، بالإضافة إلى المغرب.

اترك تعليقاً