أسئلة لسبر أغوار تجربة المسكيني الصغير عبر الزمان والإبداع


أسئلة لسبر أغوار تجربة المسكيني الصغير عبر الزمان والإبداع صورة - تعبيرية
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

       تجربة المسرح الثالث التي ارتبطت بالكاتب المسكيني الصغير لها تاريخ ممتد في الزمان والإبداع الذي أسس لتصور مبني على الحركة والفعل الدينامي ، وللمسكيني الصغير إنتاجات في الشعر منها ديوان " مات خطأ " 1990 وأدب الطفل " ست مسرحيات للطفل " 1992  والأعمال التلفزيونية منها  " أرض الجموع " و " المطمورة  ". لكن هذا الكاتب عرف أكثر في مجال المسرح بكتاباته بالعربية والدارجة ، من بينها " سرحان"  1990   و" رجل اسمه الحـلاج " 1996 "  وعودة عمر الخيام إلى المدينة المنسية سنة  2000  و" رحلة السيد عيشور " 2001  و " الرمود  "  2021  ، ومنطق السقائين " باعتباره آخر نص صدر عن هذا الكاتب.

في حديث المسكيني الصغير خلال حواره مع عبد اللطيف الجعفري  حول  هذه التجربة التي ما تزال متواصلة إبداعيا حتى الوقت الراهن ، مع إبراز خصوصيتها. بعد مسار غني في مجال الكتابة بدأ منذ ستينيات القرن الماضي ، ويقال أنها تجربة ضمن ما يعرف بالمسرح الثالث ، قال مجيبا عن ماهي خصوصية هذه التجرية : أن المسرح الثالث مشروع فني جاء نتيجة متابعة ودراسة ميدانية للعديد من العروض المسرحية ، تبين أنها اعتمدت كلها في كتابة النص على ثلاثة مرتكزات هي الحدث الدرامي ، والزمان ، والمكان . أما إذا رجعنا لورقة المسرح الثالث بتفصيل ، والتي اغتنت بأوراق اعتمدت مرتكزات هذه التجربة مثل ورقة الإخراج الجدلي للفنان المخرج المرحوم عبد القادر اعبابو. الذي طرح تصورا نظريا للإخراج المسرحي نابعا من مفاهيم المادية الجدلية الماركسية ، ومتأثرا كذلك بتصورات المسرح الثالث ، ومن ثم فالمنهج الذي يرتكز عليه الإخراج عند عبد القادر اعبابو منهج تاريخي تطوري قائم على النفي وسلطة الجدل والتغيير والتثوير، وتجاوز الثابت والسكون نحو الحركة والفعل الدينامي.
إلى هنا فالمسرح بهذا المعنى إبداع له طبيعة واقعية اجتماعية وإيديولوجية ويحمل رؤية إيجابية للعالم ، وبالتالي ، فهذا المسرح قائم على التنشيط الأنسب لحركة النفي الجدلية المتجهة بالأساس إلى خلق الشروط السيكوفكرية الأكثر مواءمة.
   والإخراج الجدلي ، كما يراه أعبابو، قائم على قانون نفي النفي ، وقانون التحول من الكم إلى الكيف ، وقانون وحدة وصراع المتناقضات ، والاعتماد على رؤية المسرح الثالث للكتابة المسرحية.
    أما في تصور المسكيني الصغير للكتابة المسرحية  ، فقد كانت وما تزال انعكاسا لواقع معيش في الزمان والمكان ، بالإضافة إلى وجود خلفية ايديولوجية لدى الكاتب لها صلة بالصراع الدرامي القائم في الزمان والمكان . وهناك تصور له علاقة بلغة الإبداع الدرامي في المسرح وهي متعددة لن يعرقلها المنطوق لأن هناك لغات درامية تصل إلى المتلقي مع وجود أبعاد في توجيه الخطاب إلى العامة والخاصة.. سبر اللغة وقاموسها هو الأهم سواء كانت بالدارجة أو بالفصحى . وبالنسبة لي أحاول أن تكون اللغة ، أي لغة النص ، لها حمولة تلتزم بمعالجة قضايا الإنسان المغربي من خلال حدث درامي له علاقة بالموروث الثقافي .  وعن سؤاله عن  آخر أعماله  بالدارجة والفصحى ، ذكر الإصدارات المكتوبة بالدارجة ومها مسرحية "  صندوق ارما  " ثم مسرحية " الرمود " التي تتكون من عدة نصوص هي ( الرمود ) ، و (حمو لانترنيت)  و (سوق الزفوط) ، و (عودة الريح في بلاد الشيح) و (ميزان الميلودي)  و (القايد بوحا ). ولعل في حديث أبطال هذه النصوص المسرحية ما يؤكد صدق مظانها الملحاحة في تبيان حقيقة المسكوت عليه.
أما بالفصحى فآخر نص هو " منطق السقائين " الذي غاص في التراث العربي لتوصيف وتشخيص واقع معيش راهن ، عبر تقنية التناص أو التفاعل النصي ، وهو ما حدث في أعمال مسرحية أخرى استثمرت التقنية نفسها ، وهو ما بدا واضحا في بعض العناوين ، من قبيل " رجل إسمه الحلاج "  ثم " عودة عمر الخيام إلى المدينة المنسية " و " خروج ابن عربي ".

اترك تعليقاً