مدينة فاس وأزمة "الأزبال"


مدينة فاس وأزمة صورة - أ.4.ب
أفريكا فور بريس - سلمى الوشاني

     تعيش مدينة فاس في حالة اختناق نتيجة القمامة التي تغطي بعض دروبها وأحياءها وشوارعها، مشهد رغم قرافته أصبح معتادا لدى ساكنة هذه المدينة بسبب تكراره اليومي، فأينما وليت وجهك وفي أي وقت ستجد كومة من الأزبال هنا وهناك، تشوه العاصمة العلمية وتحرم ساكنتها من هواء نقي، وتهدد صحة السكان.

ولعل هذا الوضع الذي تعيشه المدينة يرجعه البعض لاعتقال مؤسس والمدير العام لشركة "أوزون" التي كانت مسؤولة عن هذا القطاع منذ عهد عمدة المدينة السابق "حميد شباط"، ما جعل وضعيتها تتأزم، حيث أصبحت تعاني من نقص في الأسطول وتدهور لحالة الشاحنات. وأمام هذا الوضع ارتأت جماعة فاس التخلي عن خدمات الشركة قبل نهاية العقد بينهما، وتسليم مهمة جمع النفايات لشركة "ميكومار" بمقاطعتي جنان الورد وفاس المدينة. فيما لازالت "أوزون" تكمل مهامها في باقي المقاطعات والأحياء بشاحنات رثة وحاويات قمامة لا تقل عن هذه الأخيرة شيئا، وهو ما نشاهده بحي الزهور "مونفلوري" 1 و2، وبحي بندباب وبحي السعادة، وغيرها... بل إن مشكل النظافة طال الأحياء الراقية أيضا ولم يعد حكرا على الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية المرتفعة.

ومواكبة من الجريدة لهذا المشكل الذي سبق وأن تناولته في ربورتاجاتها، نطرح الأسئلة التالية: لماذا لازالت المدينة تعاني؟ ولماذا أذان المسؤولين صماء؟ ولماذا لجأت الجماعة لحل جزئي بإسناد مهمة النظافة لـ"ميكومار" بمقاطعتين فقط؟ وهل سيوضع حد لهذه المشكلة سواء بعد خروج "أوزون" أو بقائها أم أن الحال سيظل على حاله؟

هي أسئلة مشروعة تنطلق من حق ساكنة فاس في هواء وطرق وشوارع نظيفة كباقي مدن المملكة، ساكنة كاهلها مثقل بإشكالية النقل "اللاحضاري"، فتظهر الحسرة جليا في عيونها، حتى أن بعض أبناء المدينة بدأوا يصلون صلاة الجنازة عليها.

فهل هذا يليق بمدينة كانت عاصمة للمملكة المغربية وحاضرة من حواضرها، ولازالت واجهة لها إذ تصنف في المراتب الأولى في قوائم أفضل الوجهات السياحية في العالم؟

اترك تعليقاً