فيلم المهجع لنهير تونا يروي صعوبات الموازنة بين انتظارات الوالدين والخيارات الشخصية
يطرح فيلم "المهجع" للمخرج
التركي نهير تونا، الذي تم عرضه اليوم الاثنين، في إطار المسابقة الرسمية للدورة
العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، قضية الصعوبة التي يجدها المراهقون في
التوفيق بين انتظارات والديهم من جهة، وخياراتهم الشخصية من جهة أخرى، في ظل
الصراع الذي كانت تشهده تركيا في تسعينيات القرن الماضي بين المتدينين والعلمانيين.
ويحكي الفيلم (2023) قصة تدور أطوارها سنة 1997 للمراهق "أحمد" ذي الـ 14 ربيعا الذي يحاول أن يعكس صورة الابن المثالي التي يأملها والده الذي قرر اعتناق الإسلام. وفي خضم الصراعات والتوترات بين الأتراك المتدينين والعلمانيين، يقرر الوالد إرسال ابنه اليافع إلى مدرسة داخلية دينية، ليتشبع بقيم الإسلام. ويأخذنا المخرج، خلال هذا الفيلم ذو الإنتاج المشترك (تركيا، ألمانيا، فرنسا) وعلى مدى 112 دقيقة، إلى جانب "أحمد" في رحلته، حيث يواجه مجموعة من العراقيل والصعاب في تلبية توقعات والده، بينما يطمح إلى اتخاذ قراراته بنفسه.
وفي تصريح له عقب عرض الفيلم، قال المخرج نوهير تونا إن فيلم "المهجع" يسعى إلى نقل فكرة أن يعثر المرء على صوته الخاص، مع إبراز العواقب التي تسببها قرارات الوالدين في حياة أطفالهم.
وأعرب عن سعادته بمشاركة عمله السينمائي في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، على اعتبار أنها "المرة الأولى التي نقدم فيها الفيلم في العالم العربي، وهي لحظة مهمة بالنسبة لنا". مضيفا أن "الحضور بالمغرب، ومشاركة الفيلم مع هذا العدد الكبير من الجمهور يعد أمرا مميزا بالنسبة لي"، معبرا عن إعجابه بمدينة مراكش وبهذا المهرجان المرموق.
ومن جانبه، قال دوكا كاراكاس، بطل الفيلم، "إن المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بعد سنوات من العمل المضني، هو أمر يستحق العناء"، معربا عن إعجابه بالمهرجان وبالتنظيم المحكم.
وللإشارة. فإلى جانب فيلم نهير تونا، تشارك في المسابقة الرسمية للدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي تتواصل فعالياته إلى الثاني من دجنبر المقبل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، 13 فيلما، وهي "بانيل وأداما" لراماتا لتولاي سي، و"مدينة الرياح" لخاكفادولام بوريف-أوشير، و"ديسكو إفريقيا" للوك رازاناجاونا، و"نزهة" لأونا كونجاك، و"كذب أبيض" لأسماء المدير، و"الحصيلة" لكارولينا ماركوفيتش.
كما تتنافس على جوائز هذه الدورة أفلام "عصابات" لكمال الأزرق، و"عالمنا" للوانا باجرامي، و"الابن الآخر" لخوان سيباستيان كويبرادا، و"سجن في جبال الأنديز" لفيليبي كارمونا، و"الهدير الصامت" لجوني بارينكتون، و"باي باي طبريا" لمخرجته لينا سوالم، و"يوم الثلاثاء" لداينا أو. بوسيتش.
وإلى جانب أفلام المسابقة الرسمية، تشهد نسخة هذه السنة من المهرجان، كذلك، تقديم أفلام أخرى في إطار أقسامه الأخرى، وهي "العروض الاحتفالية" و"العروض الخاصة"، و"القارة الحادية عشرة"، و"بانوراما السينما المغربية"، و"سينما الجمهور الناشئ"، علاوة على تنظيم لقاءات مع شخصيات سينمائية عالمية.