فسحة رمضان: سفر في ذاكرة القاعات الضائعة بفاس، قاعات سينمائية أنشأتها عائلات فاسية:5-سينما الشعب بحي عين عارون


فسحة رمضان: سفر في ذاكرة القاعات الضائعة بفاس، قاعات سينمائية أنشأتها عائلات فاسية:5-سينما الشعب بحي عين عارون
أفريكا فور بريس - محمد التهامي بنيس

      ولم نعرف عنها سوى أنها كانت في ملكية السيد الديوري الذي فتحها سنة 1964 بعرض فيلم أسطورة الفراعنة إزيس وأيزوريس وفيلم هوركيل، وكان صاحب السينما أيضا يدير لفترة سينما أمبير وهذا غير مؤكد، وأن بعض من كانوا مشغلين فيها لا زالوا حاضرين في أذهان وذاكرة روادها من تلامذة ثانويتي ابن خلدون والقرويين وسكان الأحياء المجاورة، ومن هؤلاء العمال الذين شردهم إغلاق القاعة الشعبية في الحي الشعبي، السيد الحجوجي الذي كان يفرم تذكرة الدخول بعد اقتنائها، والسيد الكرامي الذي كان يشغل جهاز العرض، وأن القاعة كانت عبارة عن بهو طولي لا طابق علوي فيها، تتسع لزهاء 1500 مقعد، فشكل ذلك حدثا لوحده، واعتبر من عناصر شهرتها، لكن ضعف الصيانة وكثرة الاستعمال، سبب اقتلاع فرشة أرضيتها، وهو فعل لحق كراسيها المتينة الثابتة، ولم يعد كثيرها صالحا للجلوس، ويقول شهود عيان من روادها من أبناء الحي أنها غدت كثيرة الأوساخ والأوحال وحتى الفئران تحت أقدام الجالسين  ويلوحون أن هذا الإهمال كان من بين مؤشرات اقتراب موعد نهايتها كفضاء صالح لقاعة سينما، وأن ذلك عجل قبل إغلاقها على اقتصار أنشطتها على عرضها للكراء والاستئجار لأنشطة أخرى، كان من بينها: استئجارها من قبل الأحزاب والنقابات لعقد تجمعاتها، لتستفيد السينما بذلك من قرار منع التجمعات في الساحات العمومية، إلى أن انتهى بها الأمر بالاستغناء عنها وإغلاقها بين 1999 – 2000 ، فتتحول إلى مستودعات وقاعات لبيع الملابس وثياب الأفرشة والستائر.

اترك تعليقاً