رمضان في مدريد فرصة لانتعاشة المطاعم المغربية

يمثل شهر رمضان المبارك فرصة اقتصادية لأصحاب المطاعم المغربية في مدريد، حيث يشهد انتعاشة حقيقية لحجم أعماله، من خلال مضاعفة عروض ووجبات وقوائم طعام تلائم تفضيلات وأذواق الزبائن المغاربة والدوليين.
وبينما يشارف هذا الشهر المبارك على نهايته، تواصل المطاعم المغربية في العاصمة الإسبانية نشاطها وحيوتها، وتجتذب عددا متزايدا من الزبائن الباحثين عن النكهات الأصيلة والأجواء الرمضانية التي تذكرهم بطقوس الطهي في البلاد، إذ مع اقتراب غروب الشمس، تشهد المطاعم إقبالا لافتا من زبائن معظمهم من المسلمين الذين يتطلعون إلى مشاركة وجبة الإفطار في أجواء دافئة وودية تعكس الروح والثقافة المغربية.
فهذه بارلا، من ضواحي مدريد، يقدم مطعم "أركانة" لزبائنه قائمة طعام متنوعة، تسلط الضوء على عمق وتنوع تراث الطهي المغربي، فالمطعم يقدم مائدة إفطار شهية ومتنوعة تتراوح بين الأطباق التقليدية التي لا غنى عنها مثل الحريرة والبريوات والسلو والشباكية، إلى أطباق دسمة مثل الطاجين والكسكس، وهو ما يمنح الزبائن تشكيلة واسعة من الخيارات.
ولا يقدم المطعم أطباق الإفطار المغربية التقليدية فحسب، بل يقترح، أيضا، أطباقا تميز المطبخ المغربي الأصيل، وتمثل رمزا لتراث الطهي للمملكة على غرار البسطيلة بالدجاج أو السمك، وذلك لإرضاء الزبائن الدوليين الباحثين عن تجربة رمضانية أصيلة.
فقبل دقائق من حلول الظلام، يكون المطعم محجوزا بالكامل، إذ أنه أصبح ملاذا رئيسيا للأسر المسلمة التي ترغب في الاستمتاع بوجبة إفطار رمضانية تشبه أجواء المنزل، لكن بلمسة مميزة.
وعلى بعد أكثر من 25 كيلومترا من مدينة بارلا، في حي لافابييس المركزي في مدريد، يعد مطعم "الباهية" مقصدا لا غنى عنه بالنسبة للجالية المغاربية، التي تضم، أيضا، مهاجرين من دول عربية وإفريقية.
ويجذب هذا المطعم، الذي يحظى بشعبية كبيرة للغاية في العاصمة، العديد من الزبائن عند الإفطار، ويحتوي على تشكيلة غنية من الأطباق الشهية والحلويات التقليدية للبلاد، بما في ذلك الكعك بالعسل والرغايف والمخمار والبريوات والمعجنات التقليدية.
ولا تقتصر أهمية المطاعم المغربية في مدريد، خلال شهر رمضان على الجانب المادي فحسب، بل تمثل، أيضا، تجسيدا حيا لقيم الكرم والتآزر في الثقافة المغربية: فوجبة الإفطار ليست مجرد متعة للتدوق، بل مناسبة لتعزيز الأواصر الاجتماعية، حيث يتجلى كرم الضيافة المغربية في أبهى صوره.