جهة فاس – مكناس تحولات واستثمارات طموحة في عام 2024
شكلت الأشهر الثلاثة الأخيرة من سنة 2024 منعطفا حاسما بالنسبة لجهة فاس - مكناس، وهي فترة تميزت بتحولات عميقة واستثمارات مهمة، تعززت بالخصوص بالتحضير لكأس العالم 2030.
وهمت هذه الدينامية مختلف القطاعات، سواء تعلق الأمر بتطوير البنيات التحتية أو تعزيز دينامية الاقتصاد المحلي، أو تثمين التراث الثقافي وحماية البيئة.
فتمت بلورة خطة عمل طموحة تشمل تسعة مجالات رئيسية، من بينها البنيات التحتية الرياضية، والنقل، والإيواء، والتنمية المستدامة والتعليم.
وتشتمل هذه الخطة على محورين أساسيين يهمان تحديث البنيات التحتية للمدينة، وإعادة تأهيل المدينة العتيقة لفاس، التي تعتبر كنزا للتراث العالمي.
ويرتكز الشق الأول، الذي رصد له غلاف مالي إجمالي يفوق 11 مليار درهم، على مشاريع مهيكلة، مثل تحديث النقل العمومي (754 مليون درهم)، والبنيات التحتية الصحية (670 مليون درهم)، وإحداث مراكز المستعجلات والحروق، كما تشكل التنمية المستدامة أولوية، من خلال رصد 828 مليون درهم في الانتقال الطاقي والمشاريع البيئية.
ويهدف الشق الثاني، الذي رصد له غلاف مالي يناهز 26ر1 مليار درهم، إلى تثمين ورد الاعتبار للمدينة العتيقة لفاس، بشراكة مع وزارات الداخلية والاقتصاد والمالية.
ويتضمن هذا المشروع ترميم التراث التاريخي بمبلغ 108 ملايين درهم، وتأهيل المجال الحضاري بمبلغ 647 مليون درهم، وتحسين الجاذبية الاقتصادية والسياحية.
كما تميزت هذه السنة بإعطاء انطلاقة أشغال تجديد وتوسعة الملعب الكبير لفاس، بغلاف إجمالي يناهز 300 مليون درهم. ويعكس هذا المشروع، الذي يروم رفع الطاقة الاستيعابية للملعب إلى 55 ألف و800 مقعد، التزام الجهة بمعايير الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لاستضافة كأس العالم 2030.
فضلا عن ذلك، اكتملت أشغال تأهيل الملعب الشرفي بمكناس. وتشتهر مدينتا فاس ومكناس، بفضل أنديتها العريقة مثل المغرب الفاسي والنادي المكناسي والوداد الفاسي، بحماس وشغف جماهيرها.
ويعتبر تحسين البنية التحتية للنقل محورا رئيسيا آخر لتحول الجهة، حيث يخضع مطار فاس-سايس لعملية توسعة من أجل رفع قدرة هذه المنصة من ثلاثة إلى خمسة ملايين مسافر سنويا في أفق سنة 2028.
كما تم تعزيز شبكة الطرق والسكك الحديدية من خلال تحديث 15 طريقا وشارعا، وتجديد مركبات النقل في عدة خطوط، وبناء محطة قطار جديدة بمكناس.
وسيتم أيضا تحسين النقل الحضري الجماعي بإضافة خطوط جديدة لحافلات عالية الجودة (BHNS) واقتناء 260 حافلة جديدة.
على المستوى الاقتصادي، انخرطت جهة فاس-مكناس في مشاريع مهيكلة لتعزيز دينامية نسيجها الصناعي، لاسيما من خلال تثمين منطقة "كوطيف السابقة"، وتهيئة الحظيرة الصناعية عين الشكاك، وإحداث منطقة صناعية بعين البيضا.
وسيتم قريبا افتتاح منطقة التسريع الصناعي عين الشكاك، أول منطقة حرة على صعيد الجهة. وتضم الجهة أزيد من 13 منطقة صناعية دخلت حيز الخدمة، و7 مناطق لوجستية مبرمجة.
كما تميزت سنة 2024 بإيلاء اهتمام خاص لتحسين إطار عيش المواطنين، حيث شمل التأهيل الحضري مجموعة من المناطق ناقصة التجهيز، وتحديث أو إنجاز المرافق العمومية الرئيسية.
وتم أيضا إنجاز استثمارات لتعزيز الأمن عبر تقنية المراقبة بالفيديو، وخلق فضاءات خضراء وأماكن عمومية.
وبدوره، تعزز القطاع الصحي ببناء وتجديد مراكز الرعاية المتخصصة والمستشفيات.
واحتل قطاعا التعليم والتكوين مكانة مركزية في المخطط التنموي للجهة، من خلال تحديث البنيات التحتية التعليمية، ووضع مخطط خاص للتكوين في أفق كأس العالم، يشمل وحدات لتعليم اللغات الأجنبية والمهارات الناعمة.
وثقافيا، تم إطلاق مبادرات لتثمين التراث والبنيات التحتية، من خلال إنجاز مكتبة وسائطية، ورواق فني وقاعة عروض في الهواء الطلق، فضلا عن تنظيم فعاليات ثقافية.
كما شكل الشباب محورا للاهتمام، من خلال تعزيز البنيات التحتية والتجهيزات الموجهة لفائدتهم، وتكوين متطوعين للأحداث الرياضية الكبرى.
ومن جهة أخرى، أخذت جهة فاس - مكناس على عاتقها التزامات قوية في مجال التنمية المستدامة وحماية التنوع البيولوجي، من خلال إعادة استخدام المياه العادمة لسقي المساحات الخضراء، وإنتاج الكهرباء انطلاقا من الكتلة الحيوية، وتحويل الإنارة العمومية إلى تقنية مصابيح LED، وتنفيذ حلول للنقل المستدام. كما جرى إطلاق مشاريع لحماية التنوع البيولوجي وتحسين جودة الهواء.
وتميزت هذه السنة، أيضا، بإعطاء انطلاقة الموسم الفلاحي 2024/2025، انطلاقا من سهل سايس بجهة فاس - مكناس، والإعلان عن تدابير لدعم الفلاحين في مواجهة الجفاف وارتفاع أسعار المدخلات الفلاحية.
وفي المجمل، شكلت 2024 سنة للتحول الكبير لجهة فاس - مكناس، من خلال استثمارات مهيكلة ودينامية تبشر بآفاق مستقبلية واعدة.