المغرب ومالي: التعاون الثنائي الاستراتيجي والمستدام

استقبل وزير الأمن والحماية المدنية المالي، الجنرال داود علي محمدين، مؤخرا، السفير فوق العادة والمفوض للمملكة المغربية لدى مالي، إدريس إسباين.
ويأتي اللقاء بين وزير الأمن المالي والسفير المغربي، بحسب وسائل إعلامية مالية، في إطار الحوار الدوري بين البلدين، الهادف إلى تعزيز التعاون الذي وصفه الطرفان بأنه "نموذجي".
ومنذ عدة سنوات، تحافظ مالي والمغرب على علاقات ثنائية قوية، تغطي مجالات مختلفة مثل الأمن، والتعليم الديني، والصحة، والزراعة، والتجارة.
وأشاد إسباين بـ"العلاقات الممتازة" بين باماكو والرباط، مؤكدا على أهمية الاتفاقيات الثنائية في تكثيف المبادلات التجارية، وتنفيذ المشاريع المشتركة.
ووفق ذات المصادر، فإن من بين المجالات الرئيسية لهذا التعاون تدريب الأئمة الماليين في المغرب، في إطار الرغبة في تعزيز الإسلام المعتدل والمتسامح، من أجل تعزيز قدرات الزعماء الدينيين الماليين.
كما يشكل تعزيز قدرات قوات الدفاع والأمن المالية ركيزة أخرى من ركائز الشراكة، وأعرب الوزير المالي عن امتنانه للمغرب على دعمه، لا سيما في مجال التكوين الفني وتبادل الخبرات في هذا المجال الاستراتيجي.
وعلى الصعيد الاقتصادي، يتعزز التعاون بين الدولتين، أيضا، بفضل المبادرة المغربية لفتح موانئها البحرية أمام دول تحالف دول الساحل، بما في ذلك مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، وكذلك تشاد.
ويهدف هذا الإجراء الاستراتيجي إلى تسهيل وصول هذه الدول غير الساحلية إلى التجارة الدولية وتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي.
ووصف الوزير المالي هذا الافتتاح بأنه "تقدم كبير للاقتصاد الإقليمي"، مشيرا إلى أنه سيعزز تصدير المنتجات الزراعية ويسمح بخفض تكاليف الاستيراد.
وتعد الروابط بين مالي والمغرب متجذرة في التاريخ، وتستند إلى التقارب الثقافي، والديني، والسياسي، كما تقدم الرباط لباماكو إن دعما مستمرا، بما في ذلك في أوقات الأزمات، وهو دعم يظهر التزاما متبادلا قائما على الولاء والاحترام.