المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب مؤشر على تطور أدب الطفل بالمملكة المغربية


المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب مؤشر على تطور أدب الطفل بالمملكة المغربية صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      أكد المشاركون في ندوة نظمت أمس الجمعة 17 نونبر 2023 بالدار البيضاء في إطار الدورة الأولى للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، أن عقد هذا المعرض يعد مؤشرا على تطور أدب الطفل بالمغرب. وقد أوضحت أحلام نويوار مؤلفة وباحثة متخصصة في أدب الناشئة، خلال هذه الندوة المنعقدة حول موضوع "بانوراما أدب الطفل في المغرب"، أن هناك العديد من المؤشرات التي تبرز أن المملكة تعيش دينامية تطور أدب الطفل، ويبرهن على ذلك تخصص الناشرين المغاربة في قطاع الطفل وتهيئة المساحات المخصصة للشباب في المكتبات العمومية.

وأن الأمر يشمل أيضا منح جوائز أدبية للمؤلفين والرسامين، فضلا عن تكاثر الجمعيات العاملة في هذا المجال من خلال تشجيع الشباب على القراءة وإنشاء نوادي القراءة، مشيرة إلى الاهتمام الخاص الذي يحظى به القراء الشباب المغاربة.

كما رأت أن التنوع اللغوي والثقافي المتوفر حاليا في سوق أدب الطفل، والذي يستهدف فئات عمرية مختلفة تتراوح من الطفولة المبكرة إلى المراهقة، يعد أيضا مؤشرا يثبت تطور هذا القطاع.

ولاحظت في هذا السياق ظهور رسامين مغاربة وكتب ذات الغلاف المقوى (قصص مصورة، ...)، مؤكدة أن الناشرين المحليين المتخصصين في أدب الطفل يستهدفون القراء باعتبارهم كيانا متعددا ومتنوعا، وهو ما يختلف عن المفهوم التقليدي للقراء الشباب.

أما محمد البوعزوي، الأستاذ والباحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس، فأشار إلى أن أدب الطفل في المغرب يعود إلى سنوات 1940، معتبرا أن تطور أدب الطفل لم يبدأ إلا في سنوات 1980- 1990. وأن "فترة التسعينيات تزامنت مع ظهور العديد من دور النشر المغربية، من بينها (يوماد) التي لعبت دورا هاما في تطوير أدب الطفل"، مؤكدا على أن أدب الطفل الجديد بالمغرب يغذي أشكالا جمالية جديدة، مع الاستمرار في استغلال قدر هائل من الأدب والتراث التاريخي والثقافي.

وإن هذه التغييرات تعكس الابتكار الذي تم على مستوى الاختيارات السردية والشكل والجماليات، مستشهدا بمثال الكاتب مصطفى بوينان.
كما قال قال خالد رزق، أستاذ باحث، " لقد أ وجدنا منذ عقدين من الزمن كتبا للأطفال في المغرب تتناول التراث الثقافي المغربي"، موضحا أن غالبية هذه الكتب باللغة الفرنسية. وأن هذه الكتب (المستوردة أو المنشورة بالمغرب) تتناول مواضيع ثقافية مختلفة مستمدة من التراث المغربي وأبطالها أيضا، مضيفا أن ذلك لا يساهم فقط في الربط بين القراء الشباب وثقافتهم، بل يجعل كذلك من الممكن التعريف بتراث البلاد للقراء الشباب حول العالم. كما أبرز الدور الكبير الذي تلعبه دور النشر المغربية التي تشجع على نشر كتب الطفل، مؤكدا أن تكنولوجيات الترفيه الجديدة تعمل بشكل متزايد على إبعاد الشباب والأطفال عن القراءة، داعيا إلى ضرورة إيجاد بدائل لمعالجة هذا الأمر.

وتروم الدورة الأولى للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع ولاية جهة الدار البيضاء - سطات، وجهة الدار البيضاء - سطات، وجماعة الدار البيضاء، إلى غاية 22 نونبر الجاري، تقريب الكتاب من الأجيال الصاعدة وتحفيزها على القراءة.

كما يسعى هذا المعرض إلى دعم صناعة الكتاب، خاصة كتاب الطفل والشباب وتعزيز صورة العاصمة الاقتصادية كوجهة ثقافية، وإتاحة رصيد وثائقي مغربي ودولي للقراء الصغار والشباب، وتقديم عرض ثقافي يجمع بين التحسيس والتثقيف والترفيه من خلال تقديم برنامج ثقافي غني ومتنوع يشمل ورشات وندوات وعروض.

وللغلم فإن المعرض ينظم على مساحة تم تصميمها بتصور جمالي وسينوغرافيا وظيفية تستجيب لأذواق الجمهور من الأطفال والشباب، حيث تتضمن 7 صالات كبرى للعرض الوثائقي إلى جانب فضاءات للتنشيط الثقافي وفضاء خاص بأشهر أعمال ورسومات مبدعي عالم مارفيل.

وتعرف هذه الدورة مشاركة 255 عارضا منهم 75 عارضا مباشرا، و180 عارضا غير مباشر يمثلون 33 بلدا، حيث يقدمون لجمهور المعرض عرضا يتجاوز فيه عدد العناوين 35 ألف عنوان، أي بمجموع نسخ يتجـاوز 100 ألف نسخة.

اترك تعليقاً