العلاقة المغربية-الإسبانية مبنية على التضامن والاحترام المتبادل
تميزت سنة 2024 بين المغرب وإسبانيا بتكثيف الشراكة الثنائية على جميع المستويات، وتأكيد الطابع الاستراتيجي للعلاقات التي تجمع البلدين الجارين، المبنية على الاحترام المتبادل والصداقة والتضامن.
وخلال هذه السنة التي تشرف على نهايتها، ما فتئت هذه الشراكة الاستراتيجية والمتعددة الأبعاد تتعزز، بفضل الرغبة الصادقة للمملكتين في تعزيز تعاونهما في مختلف المجالات، والاستفادة القصوى من التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 مع البرتغال.
وعلى الصعيد السياسي، ووعيا منه بمركزية قضية الوحدة الترابية للمغرب، جدد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، مرة أخرى، التأكيد على الموقف البناء لبلاده بشأن قضية الصحراء المغربية.
وشكل استقبال رئيس الوزراء الإسباني من قبل صاحب الجلالة، الملك محمد السادس، خلال العام 2024، فرصة للسيد سانشيز لتجديد التأكيد على موقف بلاده الوارد في الإعلان المشترك لأبريل 2022، والذي يعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي "الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية" لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وقد أعطت زيارة السيد سانشيز إلى المغرب، في 21 فبراير الماضي، زخما جديدا لمخطط العمل الرامي إلى تعزيز التعاون متعدد الأبعاد والأوجه الذي يربط البلدين، مما ساهم في توطيد شراكتهما الاستراتيجية القائمة على التضامن والثقة المتبادلة والوفاء المطلق.
وفي مدريد، يتم التأكيد على أن هذه الشراكة الاستراتيجية ستعزز العلاقات المغربية-الإسبانية، التي تتميز بكثافتها في جميع المجالات، سواء على مستوى التبادلات الاقتصادية والثقافية والأكاديمية، أو في مجال التعاون الشرطي والقضائي السلس الذي أثبت فعاليته في تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود والهجرة غير الشرعية.
وكان وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، قد أكد أمام مجلس الشيوخ الإسباني، أن "المغرب شريك أساسي في مكافحة الإرهاب وتفكيك الخلايا الجهادية ومكافحة الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى أهميته بالنسبة للنسيج الاقتصادي الإسباني".
ويؤكد هذا التصريح مدى كثافة المبادلات بين المملكتين، وكذا متانة الروابط الإنسانية والتضامن بين الشعبين المغربي والإسباني.
وفي إطار هذه الدينامية الاستثنائية في العلاقات الثنائية، كان المغرب من أوائل الدول التي قدمت دعمها وتضامنها مع إسبانيا عقب الفيضانات التي شهدتها مؤخرا عدة مناطق في جنوب البلاد.
وطبقا للتعليمات الملكية السامية، جسد المغرب تضامنه الفاعل مع الشعب الإسباني، من خلال تعبئة جهاز لوجستي مهم لدعم جهود الإغاثة في المناطق المتضررة من الفيضانات الأخيرة التي شهدتها منطقة فالنسيا.
وتقديرا لهذا التضامن، أعرب كبار المسؤولين الإسبان، بمن فيهم رئيس الحكومة، عن امتنانهم للمغرب على دعمه لجهود الإغاثة في المناطق المتضررة من الفيضانات التي ضربت المنطقة.
وقد لاقى هذا الزخم التضامني مع إسبانيا صدى في صفوف الجالية المغربية المقيمة بالبلد، والتي تفاعلت بتعبئة نموذجية للمشاركة في عمليات الإغاثة في مناطق الكوارث.
وعلى المستوى الاقتصادي، تميزت سنة 2024 بتكثيف التبادلات التجارية. وقد أكدت إسبانيا مكانتها كشريك تجاري رائد للمغرب، بفضل حجم التبادل التجاري المتزايد باستمرار.
ويتجاوز حجم التجارة بين البلدين 21 مليار يورو، كما تقوم أزيد من 17 ألف شركة إسبانية بتصدير منتجاتها إلى المغرب.
أما على الصعيد الرياضي، تختتم سنة 2024 بشكل مثالي مع اختيار المغرب والبرتغال وإسبانيا، رسميا، كبلدان مستضيفة لكأس العالم فيفا 2030.